أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، في الحشود التي أتت إلى بكركي من مختلف المناطق اللبنانية لتؤيد مواقفه، “أننا نواجه محاولة إنقلابية على كل ميادين الحياة العامة على المجتمع وعلى ما يمثّل وطننا من خصوصية حضارية، وعلى وثيقة الوفاق الوطني التي أقرت في إتفاق الطائف. وأكد “أننا نريد من المؤتمر الدولي أن يجدد دعم النظام الديموقراطي، واعلان حياد لبنان فلا يعود ضحية الصراعات والحروب وارض الانقسامات بل يـتأسس على قوة التوازن لا على موازين القوى التي تنذر بالحروب”. وشدّد على أنه “لو تمكنت الجماعة السياسية عندنا من إجراء حوار مسؤول لما طالبنا بتاتًا بمؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة يساعدنا على حل العقد التي تشل المؤسسات الدستورية”. وأكد أن “لبنان هو للجميع أو لا يكون”.
وأكد أن “خروج الدولة عن سياسة الحياد هو السبب الرئيسي للأزمات والحروب التي وقعت في لبنان وأثبتت التجارب بأنه في كل مرة انحاز أحد إلى محور اقليمي اندلعت الحروب وانقسم الشعب”. وأشار إلى أن “الهدف من انشاء دولة لبنان هو خلق كيان حيادي في هذا الشرق يشكل صلة وصل وجسر تواصل بين الشرق والغرب”. وقال: “لو تمكنت الجماعة السياسية عندنا من إجراء حوار مسؤول لما طالبنا بتاتًا بمؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة يساعدنا على حل العقد التي تشل المؤسسات الدستورية”. وحدد موقفه من المؤتمر الدولي بالآتي:
– نريد من المؤتمر الدولي أن يُثبّت الكيان اللبناني المُعرّض جدّياً للخطر وأن يعيد تثبيت حدوده الدولية.
– نريد من المؤتمر الدولي ان يجدد دعم النظام الديموقراطي، واعلان حياد لبنان فلا يعود ضحية الصراعات والحروب وارض الانقسامات بل يـتأسس على قوة التوازن لا على موازين القوى التي تنذر بالحروب.
– نريد من المؤتمر الدولي تنفيذ القرارات الدولية بما يسمح للدولة اللبنانية ان تبسط سلطتها الشرعية على كامل الاراضي اللبنانية من دون شراكة او منافسة.
– نريد من المؤتمر الدولي أن يوفّر الدعم للجيش اللبناني ليكون الوحيد القادر على الدفاع عن لبنان واستعادة القدرات الموجودة لدى الشعب من خلال نظام دفاعي يمسك بقرار الحرب والسلم.
– نريد من المؤتمر الدولي خطة لمنع التوطين الفلسطيني وإعادة النازحين الى ديارهم.
– لا نريد من المؤتمر الدولي جيوشاً ومعسكرات، والمسّ بكيان لبنان وحدوده غير قابلة للتعديل والشراكة والديمقراطية غير قابلة للمسّ.
– نريد من المؤتمر تنفيذ كلّ القرارات الدولية المتعلقة بلبنان وهذا التنفيذ من شأنه إنقاذ لبنان ويمكن الدولة من بسط سلطتها على الأراضي اللبناني من دون أي شراكة أو منافسة.
وأكد أن “اي تطوير للنظام اللبناني لا يجوز ان يكون على حساب ما اتفقنا عليه، فالتطوير لا يعني النقض بل التحسين، وحقنا ان نعيش حياة كريمة في وطننا”. وقال: ” مهما طال الوقت لن ينجح احد في ان يقضي على لبنان الرسالة”. وأعلن أن “كل ما نطرحه اليوم من حياد لبنان وعقد مؤتمر دولي خاص به هو لإحياء الدولة المبعثرة والمعطلة والمصادرة.حررنا الأرض فلنحرر الدولة من كل ما يعيق سلطتها وأداءها”. وتساءل: “أين نحن ودولتنا من هذه العظمة؟” فلا يوجد دولتان أو دول على أرض واحدة ولا جيوش في دولة واحدة ولا شعوب في وطن واحد”.
وقال الراعي: “نطرح مشاريع حلول لا مشاريع مشاكل والحلول هي لكل لبنان ولكل لبناني ولبنانية فالحلّ الحقيقي هو حل لكل الشعب لا لفئة منه دون سواها”. واشار إلى “أن مجيئكم اليوم من كل مكان يجدد الأمل وأن ما من حق يموت ووراءه مطالب ومواطن ومواطنة ومناضل ومقاوم وثائر وشعب”. وقال للحشود:”أنتم مستقبل لبنان ولبنان مستقبلكم ولبنان للجميع أو لا يكون ولا تسكتوا عن تعدد الولاءات والفساد وسرق أموالكم والخيارات الخاطئة والانحياز وفوضى تحقيق انفجار المرفأ وتسييس القاضاء والسلاح غير الشرعي”. ودعا إلى عدم السكوت عن سجن الأبرياء وإطلاق المذنبين، لا تسكتوا عن التوطين الفلسطيني ودمج النازحين ومصادرة القرار الوطني والانقلاب على الدولة والنظام وعن عدم تأليف الحكومة وعدم إجراء الاصلاحات.
بدورها، دعت الدكتورة ماري أنج نهرا في كلمة ألقتها باسم منظمي تجمع بكركي، الى “الالتفاف حول دولة نزيهة تفرض ثقتها على المجتمع الدولي، كون لبنان عضوا فيه كما في جامعة الدول العربية”.
وإذ أكدت أنه “واجب علينا أن نصوب ونحاسب كل من استلم السلطة في لبنان”، قالت: “انتفضنا في 17 تشرين وافترشنا الارض كما اليوم تماما واظهرنا كل رقي وحضارة. نحن شعب منفتح نحب الحياة والعيش المشترك يسعى للتطور والانماء في مواكبة لدول العالم المتحضر، وطرحكم خشبة خلاص لكل لبناني مؤمن بوطنه ولكل شعب لبنان”.
وتوجهت الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي قائلة: “لولا وباء كورونا لكنا في هذا الصرح الكريم أضعاف هذا العدد، وجئناكم من دون وكيل عنا نحن الشعب اللبناني المستقل والمنتفض منذ سنة، لنقف الى جانبكم ونشد على يدكم بمطالبتكم بحياد لبنان وبعقد مؤتمر دولي ينقذ كيان لبنان”.
ورأت أنه “حين ينهار لبنان سننهار جميعنا، ولن ينجو احد ولا احد اكبر من كيان لبنان ولا سلطة فوق سلطة الدولة العادلة بجميع مؤسساتها ولا استقواء باي خارج ولا وصاية من اي احد على احد. ولا لتدوير الزوايا والألاعيب في طمس الفساد وتفجير المرفأ والجرائم على انواعها”.
أضافت: “لتتفضل الدولة القوية التي نطمح اليها وتجد الحلول الجذرية للمخيمات الفلسطينية والنزوح السوري وتحصر السلاح المتفلت بمؤسساتها وتحفظ السلام والامن على كامل ترابها”.
كما أكدت أن “بكركي مرجع وطني جدي لا يمزح في القرارات المصيرية وهي عابرة للطوائف”.
وكانت د. ماري انج نهرا ألقت كلمة منظمي مسيرة الدعم لبكركي قائلة: “جئناكم لنشدّ على ايديكم لحياد لبنان الناشط وعقد مؤتمر دولي لننقذ الكيان”، متوجهة للراعي: “طرحكم صاحب الغبطة خشبة خلاص لكل مكونات شعب لبنان سعيا لاستقرار اقتصادي اجتماعي”. وقالت: “لا لتدوير زوايا في قضايا الفساد وانفجار المرفأ، طائفتنا لبنان وثقافتنا لبنانية ووطننا لبنان لجميع ابنائه”، مشيرة إلى أن “لتتفضل الدولة القوية لتحصر السلاح المتفلت بمؤسساتها الامنية الشرعية، وتتحمل وحدها مسؤولية حفظ السلام والامن على كامل ترابها”.
وشهد التحرّك الوطني الداعم للمبادرات والمواقف الصادرة عن البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، مشاركة من قبل أحزاب ومجموعات سياديّة وحشود عابرة للمناطق والطوائف، حاملة شعارات مؤيّدة للصرح البطريركيّ وسيّده.
وكان لافتًا مشاركة مجموعات من الثورة من مناطق عدة كما حضرت مجموعة من رجال الدين من مختلف الطوائف. وبين الحاضرين، ذوو شهداء وضحايا لتفجير مرفأ بيروت، أضف الى مجموعة من طرابس تطالب برفع “المظلومية” عن الموقوفين في الأحداث الأخيرة.
واتُّخذت إجراءات للتباعد الاجتماعي، من حيث خطوات التعقيم وطريقة وضع الكراسي، ولكن حجم المشاركة الكبير صعّب الأمور، وسُمعت بين الحين والآخر نداءات تطالب المشاركين بالتباعد والحذر
— news (@news82293435) February 27, 2021