تعطل عدد كبير من مواقع الإنترنت حول العالم.. إليكم القصة الكاملة
في وقت مبكر، صباح الثلاثاء الماضي، فوجئ عدد كبير من مستخدمي الإنترنت حول العالم برسالة “حدث خطأ” و”فشل الاتصال” لدى محاولتهم الدخول لعدد من خدمات الإنترنت.
شملت القائمة مواقع ومنصات كبيرة مثل “أمازون” و”ريديت” و”تارغت” ومواقع إخبارية مثل “نيويورك تايمز”، و”فاينانشال تايمز” و”سي أن أن” و”الغارديان” و”لوموند” وخدمات مثل “بنترست” و”أتش بي أو” و”هولو” وسبوتيفاي”، وحتى موقع الحكومة البريطانية، وأثر الانقطاع على العديد من الدول في الأميركيتين وأوروبا وآسيا وكذلك جنوب أفريقيا.
ماذا حدث؟
تبين أن المسؤول عن هذا الانقطاع هو شركة خدمات الحوسبة السحابية الأميركية “فاستلي” التي أعلنت عن “مشكلة فنية” لديها أدت إلى وقوع هذا العطل، وأشارت فيما بعد أنها أصلحته وقدمت اعتذارا لمستخدميها حول العالم.
ما هي “فاستلي”؟
تعمل الشركة على تشغيل ما يعرف بشبكة توصيل المحتوى أو CDN. ووفق موقع “سي أن بي سي”، فإن CDN هي شبكات من الخوادم ومراكز البيانات موزعة حول العالم ومصممة لتخفيف الحمل الزائد لحركة المرور التي يمكن أن تعطل الخدمة، وكذلك التصدي لأية هجمات إلكترونية تؤيد لتعطيلها.
وتحقق الشركة ذلك من خلال تخزين المحتوى ومواقع الويب والتطبيقات على خوادم قريبة من المستخدمين، وفق موقع “سي أن أن”.
الخبير التقني، مارك هنري، قال لـ”سي أن أن”: “تهدف شبكات CDN إلى توجيه أو توزيع حركة مرور الإنترنت من أجل موازنة عبء الحركة، ومنع الاختناقات، ما يؤدي إلى تسليم محتوى أسرع”.
ولكن نظرا لأن “فاستلي” تدعم عددا كبيرا من الشركات والعملاء الذين يحاولون الوصول إلى مختلف المنصات عبر الإنترنت التي تخدمها، فإنه عندما تتأثر الشركة، يفقد المستخدمون القدرة على الوصول إلى هذه الخدمات كليا.
وأدى انقطاع الخدمة إلى تكهنات بأنها ربما وقع ضحية لهجوم إلكتروني على غرار الهجمات الأخيرة، لكن جوشوا بيكسبي، الرئيس التنفيذي للشركة نفى حدوث ذلك.
ما الذي أدى لحدوث العطل؟
أما العطل فسببه هو تحديث لبرنامج قامت به في 12 أيار. هذا التحديث يمكن أن يؤدي إلى حدوث عطل عندما يقوم العميل بضبط الخدمة لديه في ظل ظروف محددة، وقالت الشركة إن 85 في المئة من شبكاتها حدثت لها هذه المشكلة.
بعد إصلاح العطل الذي استمر نحو ساعة، اعتذرت الشركة وقالت إنها ستعمل على منع حدوث عطل واسع الانتشار مثل هذا في المستقبل.
وأكدت أنها ستراجع عملياتها وممارساتها لتحديد سبب عدم اكتشاف الخطأ، وستدرس كيفية زيادة سرعة شبكتها إذا حدث انقطاع آخر.
تذكير بمشكلة أخرى
ويقول تقرير “سي أن بي سي” إن هذا العطل هو تذكير آخر بمشكلة تركيز قسم كبير من البنية التحتية الحيوية للإنترنت في عدد صغير نسبي من الشركات.
جاز جونز، المدير الفني للوكالة الرقمية Think3: “هذا ما يحدث عندما يعتمد نصف الإنترنت على شركات مثل أمازون وغوغل وفاستلي لاستخدام جميع الخوادم وخدمات الويب… لقد أصبح الإنترنت بأكمله موجها بشكل خطير لعدد قليل من اللاعبين”.
كانت خدمة الحوسبة السحابية لدى “أمازون” قد واجهت مشكلة مماثلة، في عام 2017، أدت إلى توقف بعض أكبر مواقع الويب في العالم عن العمل لعدة ساعات.
وفي عام 2019، واجهت شركة Cloudflare الأميركية لأمن الويب مشكلة استمرت حوالي ساعة وأثرت أيضا على مواقع الإنترنت.
المصدر: الحرة