“مساعدة من القمر” أنجحت تعويم السفينة في قناة السويس!
على مدار أسبوع تقريبا، كانت بعض الرياح تأتي معاكسة، لما تشتهي سفينة “إيفرغيفن”، لكن القمر جاء من بعيد ليدب الأمل ويساعد في تحرير السفينة التي جنحت خلال عاصفة ترابية في الثالث والعشرين من الشهر الجاري.
وسدت السفينة “إيفر غيفن” التي يبلغ طولها 400 متر وتزن 224 ألف طن وهي بعرض 59 مترًا وارتفاع 60 مترًا مع حمولتها، القناة بالقرب من مدينة السويس، مما أدى إلى قطع حركة الملاحة تمامًا بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، في الاتجاهين، في القناة التي أنشئت منذ 152 عاما لتقليص المسافات بشكل كبير بين آسيا وأوروبا، بنحو ستة آلاف كيلومتر بين سنغافورة وروتردام على سبيل المثال.
ومع شقاء عمال هيئة قناة السويس طوال النهار والليل في عملية إنقاذ السفينة، التي عطلت أكثر من 425 سفينة تجارية في عرض البحر عن الوصول إلى عملائها، ما أدى إلى تخوف وقلق عالمي من تأثير الأزمة على التضخم خاصة بعد ارتفاع أسعار النفط، كان هناك من يساعد في تعويمها مجددا وهو القمر.
وبعد فشل الحفارات، توالت القاطرات والكراكات للمساعدة على سحب السفينة لكنها عجزت عن إنجاز المهمة سريعا، فكان الأمل في الظاهرة الطبيعية التي يطلق عليها المد الذي يأتي بعد الجزر، بحسب ما أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” وموقع “لايف ساينس”.
وكان هناك انتظار يومي لأقصى مد لمياه السويس، وهو ارتفاع وقتي تدريجي في منسوب المياه، حيث تتعلق هذه الظاهرة بجاذبية القمر، فعندما ترتفع هذه الجاذبية (عند اقتراب القمر من الأرض) تسحب المياه على سطح الأرض باتجاه القمر ويحدث المد.
والأحد، كان القمر مكتملا، حيث كان قريبا نسبيا من الأرض في نفس وقت مداره، ما جعل هذا الوقت الأنسب لمناورات تعويم السفينة والسحب والشد بالتزامن مع المد الأعظم.
هذه العوامل تعني أن القمر اصطف بالفعل بجانب الحركة التجارية لتمنح “إيفر غيفن” دفعة لتصل المياه إلى أعلى مستوياتها وهو ما كانت في أمس الحاجة إليه بعد ستة أيام من إغلاقها القناة.
وبالفعل نجحت عملية تعويم السفينة فجر الاثنين، بشكل دراماتيكي قبل يوم واحد من الجزر الأقصى الذي كان مقدرا حدوثه أمس الثلاثاء، والذي كان سيصعب بشدة عملية تحرير حاملة الحاويات الضخمة وسيؤخر إنقاذها.
وقال بيتر بيردوفسكي، الرئيس التنفيذي لشركة الإنقاذ “بوسكاليس”، التي كانت مكلفة بالإفراج عن إيفر غيفن، لوكالة أسوشيتيد برس: “لقد ساعدنا بشكل كبير المد الهابط القوي الذي شهدناه مساء الأحد. في الواقع، قوى الطبيعة دفعت الأمر للنجاح بقوة أكبر مما يمكن أن تسحبه قاطرتا البحر”.
المصدر: الحرة