أقمار اصطناعية لمكافحة الصيد غير القانوني والتلوث والقرصنة…
وضعت شركة فرنسية في المدار أخيرا قمرين اصطناعيين صغيرين، قادرين على رصد وجود سفن “غير متعاونة”، من أجل مكافحة الصيد غير القانوني والتلوث والقرصنة.
وهذان القمران الاصطناعيان الصغيران المعروفان باسم “بي آر أو-2″ و”بي آر أو-3” أو “برايز-ريكون-أوربيتر” واللذان لا يتخطى حجمهما علبة أحذية، تملكهما شركة “أنسين لابز” المتمركزة في مدينة رين بغرب فرنسا، وسيدعمان القمر الاصطناعي “بي آر أو-1” الموضوع في مداره على ارتفاع 550 كلم منذ أغسطس 2019.
ومهمة الأقمار الثلاثة جمع “تواقيع” السفن من خلال التقاط الأمواج الكهرومغناطيسية التي تبثها البواخر عموديا، وفق تكنولوجيا تسمح للجهات العسكرية والمدنية بتعزيز سلامة البحار والتصدي للجرائم البحرية.
وتسمح تكنولوجيا “أنسين لابز” التي تبقيها الشركة طي السرية، برصد سفينة من الفضاء بهامش دقة يتراوح بين كيلومتر وخمسة كيلومترات.
ويوضح كليمان غاليك (37 عاما) الذي أسس الشركة عام 2015 مع شقيقه جوناثان (40 عاما) “الهدف من بياناتنا ليس حكما نقلها كما هي، بل هي معدة لدمجها في تقرير للمراقبة البحرية”.
ويرسم الشقيقان خريطة على شاشة، يدرجان فيها البيانات التي سجلها “بي آر أو-1” قبل بضعة أيام. وفي عرض سواحل البيرو، تشير عشر دوائر حمراء إلى وجود سفن تخطت حدود منطقة الصيد البحري.
ويوضح كليمان غاليك، وهو مهندس متخصص في الاستخبارات لوكالة فرانس برس “هذا ما نلتقطه. نرى أن هناك حوالى عشر عمليات تسلل في المنطقة”، مضيفا “وكأنما بالصدفة، قطعت كل هذه السفن نظام تحديد الهوية الآلي”.
وأُطلق القمران الاصطناعيان الصغيران الجديدان اللذان يستمدان اسمهما من منطقة بروتانيه الفرنسية واسمها باللغة المحلية “برايز”، أخيرا من منصة شركة “روكيت لاب” المتخصصة في إطلاق الصواريخ الصغرى في شبه جزيرة ماهيا في نيوزيلندا.
وتخطط “أنسين لابز” لنشر “كوكبة” من 20 إلى 25 من هذه الأقمار بحلول العام 2024، قادرة على جمع كمية من البيانات اليومية تكفي لـ”رسم طريق السفن بشكل دقيق جدا”.