شرائح الهاتف على وشك الاندثار… ما القصة؟
منذ بدء عصر الهاتف الذكي، يخضع تغيير مزود خدمة الهاتف النقال لنمط واحد، الحصول على شريحة هاتفية “سيم” (SIM) من شركة الاتصالات الجديدة واستبدال القديمة وهكذا يتم الأمر، لكن هذه العملية ستصبح قريبا شيئا من الماضي؛ إذ ابتعد ملايين الأشخاص عن شرائح الهاتف الفعلية وتوجهوا إلى البطاقات الافتراضية. وفي يوم من الأيام، سيفعل بقيتنا الشيء نفسه.
وقال دالفين براون، في مقاله بصحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal) الأميركية، إنه يتم حاليا استبدال شرائح الهاتف القديمة بأخرى مدمجة تُعرف باسم “إي سيم” (eSIM)؛ فعوضا عن الحصول على بطاقة فعلية من شركة اتصالات، سيتم تنشيط الخدمة رقميا عن طريق تسجيل الدخول إلى أحد التطبيقات أو عن طريق مسح رمز الاستجابة السريعة ضوئيا. وأضاف أن البرنامج يوصل بشبكة خلوية جديدة في أثناء التنقل، مما يتيح إمكانية التسجيل بسرعة للحصول على الخدمة.
ونظرا لأن صانعي الهواتف لن يضطروا لتضمين مساحة لدرج شريحة الهاتف، فيمكنهم إنشاء أجهزة أكثر أناقة، كما يقولون. وتتيح وحدات “إي سيم” الحصول على رقمي هاتف في الوقت نفسه، حيث يمكن الحصول على رقم للعمل وآخر للمكالمات الشخصية، أو إعداد رقم دولي إلى جانب الخدمة العادية عند السفر.
وذكر الكاتب أن أكبر 3 من مزودي خدمات لاسلكية في الولايات المتحدة يقولون إن مستقبلا بلا شريحة أصبح قريبا، ومع “آيفون 13” (iPhone 13) العام الماضي، توقفت شركة “آبل” (Apple) عن تضمين شرائح الهاتف الحالية في الهواتف. ولم يكن هاتف “رازر” (Razr) القابل للطي من “موتورولا” (Motorola) منذ عام 2019 يدعم شرائح الهاتف الحالية على الإطلاق.
وفي الوقت الحالي، لا يعد إعداد الشريحة المدمجة “إي سيم” أمرا سهلا دائما، فحتى إذا كان الهاتف يدعمها، فقد لا يدعمها مشغل شبكة الجوال، وإذا تمت محاولة نقل البطاقة المدمجة بين الأجهزة، فمن المحتمل أن يكون المستخدم مضطرا لإعادة ضبط الإعدادات من جديد
بداية بطيئة
وذكر الكاتب أن شرائح الهاتف الحالية تنقل تفاصيل المستخدم الخاصة بك إلى شركة الاتصالات لمصادقة الهاتف الذكي وتمكين إجراء واستقبال المكالمات والنصوص والبيانات، كما أن الأبعاد الصغيرة لشرائح “نانو –سيم” الشائعة اليوم تجعلها سهلة الفقدان، إضافة إلى أنها أيضا عرضة للاختراق وقد تم تعقبها واستغلالها من قبل مجرمي الإنترنت، وتهدف الشرائح المدمجة إلى حل هذه المشكلات.
ونقل الكاتب عن أنتوني غونيتيليك، رئيس التكنولوجيا ورئيس المجموعة الإستراتيجية في “آمدوكس”، وهي شركة برمجيات شرائح إي سيم، إن الشرائح الرقمية تسمح لشركات الاتصالات أو صانعي الأجهزة بطرح تحديثات البرامج بسرعة إذا تم تحديد نقاط الضعف الأمنية، على عكس الشرائح الحالية، كما أن هناك ميزة أخرى تتمثل في تنشيط الخدمة عبر الأثير، وهو ما يسهل على العملاء التبديل بين مزودي الخدمة اللاسلكية.
وأكد الكاتب، في نهاية تقريره، أن شريحة الهاتف الحالية لن تختفي على الفور، ولكن بمجرد أن تتوقف آبل عن دعمها في أجهزة آيفون الجديدة الخاصة بها، سيكون الأمر واقعا في وقت قريب.”الجزيرة”