فيديو مثير… سرب من الطائرات المسيرة يجتاح غابة كثيفة
تمكَّن باحثون صينيون من ابتكار طائرات مسيرة صغيرة قادرة على التحليق بشكلٍ مستقل في “سربٍ” يمكنه اجتياح الغابات الكثيفة، في مشهد وصفته صحيفة The Times البريطانية بأنه يبدو كمشهد من أحد أفلام الخيال العلمي.
وفق تقرير الصحيفة البريطانية أظهر مقطع فيديو طائرات مسيَّرة بحجم راحة اليد تستخدم الكاميرات وأجهزة الاستشعار لتفادي الحواجز والطائرات الأخرى، ويرى المحللون أن هذا التطور قد تكون له تداعيات على العمليات العسكرية وعمليات البحث والإنقاذ.
حيث استشهد علماء جامعة جيجيانغ بأفلامٍ مثل Star Wars، وPrometheus، وBlade Runner 2049 في ورقتهم البحثية التي نُشِرَت في دورية Science Robotics العلمية.
كتب فريق العلماء، بقيادة شين تشو، أن الروبوتات الجوية “دخلت الحياة البشرية بتنوعٍ استثنائي، يتراوح بين المهام الدقيقة والعدائية. وتُبشّر هذه التطورات بفجرٍ جديد للأسراب الجوية في الحياة البرية، بعد أن كانت الفكرة حكراً على أفلام الخيال العلمي في السابق. وها نحن نأخذ خطوةً للأمام باتجاه هذا المستقبل”.
طائرات مسيرة “مُبهرة”
سبق اختبار أسراب طائرات مسيرة من قبل، ولكن داخل بيئات مفتوحة ودون عقبات، أو بعد برمجتها مسبقاً على مواقع تلك العقبات.
بينما قالت إنريكا سوريا، عالمة الروبوتات في مدرسة لوزان الاتحادية للفنون التطبيقية والتي لم تشارك في البحث، إن تجربة الغابة كانت “مبهرة. هذه أول مرة نشهد فيها سرب طائرات مسيّرة يحلّق بنجاحٍ في الخارج، وسط بيئةٍ غير منظمة، في قلب البرية”.
لا تحتاج طائرات مسيرة مصممة لهذا الغرض إلى تقنية نظام التموضع العالمي GPS. بل تستخدم كاميرات العمق، وأجهزة استشعار الارتفاع، وجهاز حاسوب محمول على متنها للملاحة.
لكن التقدُّم الكبير جاء على صعيد الخوارزمية التي تزود السرب بالقدرة على تجنُّب التصادم، وتمنحه كفاءة الطيران، وتُمكِّنه من التنسيق المشترك.
اختبر الفريق طائراته المسيرة في سيناريوهات مختلفة مثل التحليق مروراً بغابة خيزران، وتجنّب الطائرات المسيرة الأخرى في تجربةٍ شديدة الازدحام، وبرمجة الروبوتات على تتبع خطى شخصٍ معين.
أفلام هوليوود تلهم العلماء
ربما استمد العلماء الإلهام من أفلام هوليوود، لكنهم درسوا أيضاً الكيفية التي تناور بها الطيور وتحلّق بها معاً.
حيث كتبت شين في منشور مدونة: “استمد عملنا الإلهام من الطيور التي تحلّق بسلاسةٍ في سربٍ حر لاجتياز أكثر الغابات كثافة”.
ما تزال التقنية في المرحلة التجريبية، ولكن يظل من الممكن استخدامها بالعديد من الطرق مستقبلاً.
إذ يُمكن استخدام أسراب طائرات مسيرة لرفع وتوصيل الأغراض الثقيلة، أو يُمكن نشرها للبحث عن الأشخاص المفقودين وضحايا الكوارث الطبيعية. ولكن هناك مخاوف أخرى أيضاً حول التطبيقات العسكرية لهذه التقنية.
فقد قالت دورية Geopolitical Monitor العلمية مؤخراً: “ستكون لهذا المفهوم -المعروف باسم (الاحتشاد العسكري)- تأثيرات تكتيكية واستراتيجية عميقة في حال اكتمال تطويره، وربما يؤدي إلى تغيير طبيعة الحرب في القرن الـ21”.
فيما أردفت إنريكا قائلةً: “إننا قد نشهد نشر هذه الطائرات المسيرة للعمل على أرض الواقع في غضون سنوات قليلة. ولكن سيتعين اختبارها أولاً في المدن، حيث ستصادف الأشخاص والمركبات، إلى جانب المناطق الريفية”.