الانهر حول العالم… شرايين حياة تهددها مجموعة مخاطر
قالت “الجزيرة” أن الأنهار توصف بشرايين الكوكب، فهي تتدفق بالمياه والرواسب والمغذيات، وعليها يعتمد الناس في توفير الغذاء والماء والنقل والعديد من الجوانب الاقتصادية في حياتهم اليومية.
فما أطول الأنهار في العالم وما أقصرها وأكثرها تدفقا بالمياه وما أهميتها الاقتصادية والمخاطر التي تهددها؟ وما أهم الأنهار في الوطن العربي؟ إليك 9 حقائق يجب أن تعرفها حول الأنهار في العالم.
من أين تنبع الأنهار وأين تصب؟
معظم الأنهار مصدرها في البحيرات والينابيع والأراضي الرطبة والمناطق الجليدية، ثم تتدفق نحو البحار والمحيطات حيث تفرغ مياهها وما تحمله من رواسب. ومع ذلك، يوجد عدد قليل من الأنهار الداخلية لديها مصب داخلي. يعد نهر الأردن الذي يصب في البحر الميت، ونهري جيحون وسيحون في أوزبكستان اللذين يصبان في بحيرة خوارزم أمثلة على تلك الأنهار الداخلية.
كم يبلغ عدد الأنهار في العالم؟
يوجد حوالي 165 نهرا رئيسيا في العالم، وهي طويلة وواسعة تتدفق عبرها كميات كبيرة من المياه كل يوم، ولديها روافد توفر المياه العذبة لمليارات الناس. وأحصى العلماء وجود 76 نهرا في العالم يزيد طولها عن أكثر من 1600 كيلومتر. ويقدر عدد الأنهار دائمة الجريان على الكرة الأرضية بالآلاف، لكنه لا يزال غير معروف على وجه الدقة.
ما أطول نهر في العالم؟
تم إجراء العديد من العمليات لقياس أكثرها طولا، من ذلك القياسات التي قام بها باحثون صينيون عام 2009 لأطول 10 أنهار في العالم ونشرت نتائجها في دورية “إنترناشوينال جورنال أوف ديجتال إيرث” (International Journal of Digital Earth).
ووفق هذه القياسات، فإن النيل يتصدر طليعة أنهار العالم من حيث الطول بطول يبلغ 7088 كيلومترا، يليه نهر الأمازون بمسافة بين المصدر والمصب تبلغ 6575 كيلومترا، ثم نهر يانغتسي في الصين 6236 كيلومترا.
ويحتل نهر ميسيسيبي في الولايات المتحدة المرتبة الرابعة بطول 6084 كيلومترا متقدما على نهر ينيزي في سيبيريا 5816 كيلومترا والنهر الأصفر في الصين 5778 كيلومترا. بينما يأتي ثاني أكبر أنهار أفريقيا وهو نهر الكونغو في المرتبة التاسعة بطول 5118 كيلومترا.
الجدير بالذكر أن الاختلاف في تحديد منابع هذه الأنهار يؤدي إلى تباين في قياس طولها. فعلى سبيل المثال تظهر نتائج بعض عمليات القياس أن طول نهر النيل يبلغ 6883 كيلومترا وتذكر أخرى أنه لا يتجاوز 6650 كيلومترا إذا ما اعتبرنا أنه ينبع من بحيرة فيكتوريا وليس من رواندا وبورندي كما تؤكد الدراسة المشار إليها آنفا.
ما أقصر أنهار العالم؟
وفق موقع “وورلد أطلس” (World Atlas) فإن نهر “تامبوراسي” (Tamborasi) في جنوب شرق إندونيسيا هو أقصر نهر في العالم بطول لا يزيد على 20 مترا، بينما يصل عرضه إلى 15 مترا. ويتغذى هذا النهر على العديد من الجداول التي تمر عبر مقاطعة سولاويزي الجبلية.
يليه نهر “كوفاسيلفا” (Kovasselva) الذي يصب في بحر النرويج، ثم نهر “ريبرو” (Reprua) في جورجيا بطول 27 مترا الذي يصب في البحر الأسود بمعدل تدفق للمياه يصل إلى 2000 لتر في الثانية.
ما أكثر الأنهار تدفقا في العالم؟
يعد الأمازون بلا منازع أكثر الأنهار تدفقا في العالم إذ يفرغ في المحيط الأطلسي حوالي 209 آلاف متر مكعب من المياه كل ثانية. بينما يحتل نهر الكونغو المرتبة الثانية بمعدل تدفق عند المصب يناهز 41 ألف متر مكعب في الثانية، يليه الغانج في آسيا بحوالي 38 ألف متر مكعب كل ثانية. وللمقارنة، يبدو معدل تدفق المياه في النيل ضعيفا نسبيا مقارنة بهذه الأنهار فهو لا يتجاوز 2800 متر مكعب كل ثانية في المتوسط.
ما أهم الأنهار في الوطن العربي؟
إلى جانب نهر النيل، يوجد في الوطن العربي عدة أنهار مهمة توفر كميات كبيرة من المياه العذبة وتساهم بشكل بارز في الدورة الاقتصادية للمنطقة. منها نهر الفرات الذي يبلغ طوله وفقا لموقع “وورلد أطلس” حوالي 2800 كيلومتر، ويعد ثاني أطول أطول نهر في الوطن العربي.
وينبع النهر من المرتفعات الأرمنية جنوب شرق تركيا، وينحدر إلى الهضبة السورية ثم يتدفق عبر الأجزاء الغربية والوسطى من العراق، قبل أن يندمج مع نهر دجلة ليشكل شط العرب في الجزء الجنوبي الشرقي من العراق، ويصب بعد ذلك في الخليج العربي.
ويعد نهر دجلة ثالث أطول نهر في العالم العربي بطول يبلغ 1900 كيلومترا، وينبع من بحيرة هزار في جبال طوروس في شرق تركيا ثم يتدفق باتجاه الجنوب الشرقي عبر سوريا والعراق نحو شط العرب.
أما في المغرب العربي، فيمثل نهر درعة في المغرب أطول أنهار المنطقة بطول يصل إلى حوالي 1100 كيلومتر. وهو ينبع من جبال الأطلس الكبير بالمغرب في اتجاه الجنوب الشرقي حيث يلتقي وادي دادس ونهر إميني، ويقطع الصحراء قبل أن يصب في المحيط الأطلسي.
ويعد نهر الشلف الذي يبلغ طوله 725 كيلومترا الأطول في الجزائر وهو ينبع من جبال الأطلس الصحراوي ويصب في البحر المتوسط.
كما توجد في العالم العربي أنهار أخرى أقل طولا لكنها ذات أهمية اقتصادية وزراعية مثل نهر مجردة في تونس ويبلغ طوله حوالي 460 كيلومترا، ونهر الأردن بطول 360 كيلومترا.
دور الأنهار في توفير الغذاء
وفق تقرير للصندوق العالمي للحياة البرية، فإن حوالي 25% من غذاء العالم يأتي من الأراضي الزراعية المروية بمياه الأنهار التي تؤمن كذلك 40% من الاستهلاك العالمي للأسماك.
وتغذي مجاري المياه الكبيرة مناطق الدلتا بالرواسب مما يمكنها من إنتاج 4% من غذاء العالم. وتمسح مناطق فيضانها ما لا يقل عن 10 ملايين هكتار توجد خاصة في آسيا وأفريقيا، وهو ما يعادل مساحة الأراضي الزراعية في إيطاليا ويمكن من إنتاج ما يقرب من 1% من الغذاء العالمي.
الأنهار والتغيرات المناخية
أظهر تحليل أجراه فريق من الباحثين للتدفق السنوي بين عامي 1948 و2004 لأكبر 200 نهر في العالم، تزايد عدد تلك التي تشهد تراجعا في كميات المياه التي تفرغها في البحار. وكشف التحليل أن أكبر الانخفاضات سجلت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفي غرب الولايات المتحدة وجنوب آسيا، مما يعني الإجهاد المائي في تلك المناطق سيزداد في المستقبل مع ارتفاع الطلب على المياه.
وأظهرت دراسة أخرى أن تغير المناخ سيكون له تأثير عميق على تصريفات الأنهار العالمية في المستقبل. وسيكون التراجع في متوسط التصريف خلال الـ100 عام القادمة مقارنة بالوقت الحالي، مماثلا للذي حصل طوال خلال 9 آلاف عام الأخيرة. وهذا ينطبق بشكل خاص على الأنهار الاستوائية وبعض الأنهار المعتدلة في أوروبا وآسيا القارية.
مخاطر تتعرض لها الأنهار
ووفقا لدراسة نُشرت في دورية “نيتشر” (Nature) العلمية عام 2019، فإن نسبة الثلث فقط (37%) من أطول 246 نهرا في العالم لا تزال تتدفق بحرية بسبب إقامة السدود التي فاق عددها 60 ألف سد حول العالم. وتقلل السدود والخزانات بشكل كبير من الفوائد المتنوعة التي توفرها الأنهار للطبيعة في جميع أنحاء العالم.
وأظهر تقرير للصندوق العالمي للحياة البرية صدر عام 2018 حول حالة ما يزيد على 16 ألف من الكائنات الحية، أن أنواع كائنات المياه العذبة -لا سيما تلك التي تعيش في الأنهار- شهدت انخفاضا واضحا لجميع الفقاريات على مدى نصف القرن الماضي، حيث انخفضت في المتوسط بنسبة 83% منذ عام 1970.
(الجزيرة)