تهدد سلامة البيئة.. خبراء يصفون الكمامات بـ”القنبلة السامة”
بانتشار فيروس كورونا المستجد، بات ارتداء كمامة الوجه أمرًا ضروريًا، وإجراءً لا تستقيم من دونها الاحترازات من تفشي كوفيد-19، حتى تغيرت عادات البشر في جميع دول العالم تدريجيًا، فالخروج من المنزل ودخول مختلف المنشآت لا يكون إلا بها.
ومنذ عام 2020، باتت الكمامة من الأدوات الشخصية التي لا يمكن الاستغناء عنها، مثلها كمحفظة النقود والمفاتيح والهواتف المحمولة، وهذا كله بغرض نبيل، يهدف إلى تقليل حدة انتشار الفيروس.
ورغم سمو الغرض المقصود من ارتداء أقنعة الوجه، إلا أن التخلص منها، خاصة ذات الاستعمال الواحد، تحول إلى عقبة تثير قلق الخبراء، معتبرين أن خطورتها بلغت حد تهديدها لسلامة البيئة، وفق تقرير نشره موقع «LAD bible».
وحسب المذكور، سلطت دراسة، تناولت مدتها الزمنية عام 2020 فقط، الضوء على حجم استخدام هذا المنتج الطبي، وتبين أن البشر ارتدوا 129 مليار كمامة للوجه على مستوى العالم كل شهر، وهو ما يعادل ثلاثة ملايين قناع كل دقيقة.
وتحتوي الأقنعة، التي تستخدم لمرة واحدة، على بلاستيك الذي يصعب تحلله بسهولة، لكنها قد تتفتت إلى جزيئات بلاستيكية أصغر بمرور الوقت وتطلق «موادًا كيميائية ضارة».
وتابعت الدراسة: «هذه الأقنعة تطلق المئات وأحيانًا الآلاف من الجسيمات السامة، التي يمكنها أن تعطل سلاسل الغذاء البحرية بأكملها، وتلوث مياه الشرب»، حتى تحولت إلى «قنبلة سامة».
هذه الاستنتاجات، تتوافق مع تحذير سابق، سلط الضوء عليه باحثون في صفحات المجلة العلمية «Frontiers of Environmental Science & Engineering»، والذين قالوا: «مع تزايد التقارير عن التخلص غير المناسب من الأقنعة، من الضروري التعرف على هذا التهديد البيئي المحتمل، ومنعه من أن يصبح مشكلة البلاستيك التالية».
وتابعوا: «تعد نفايات البلاستيك من أكثر الملوثات البيئية انتشارًا اليوم. فحتى قبل انتشار فيروس كورونا، كان يتم إنتاج أكثر من 300 مليون طن من البلاستيك على مستوى العالم سنويًا، وينتهي الأمر بمعظمها في الطبيعة كنفايات».
وأردفوا: «لا يمكن أن تتحلل المنتجات البلاستيكية بيولوجيًا بسهولة، بل يمكن تجزئتها إلى جزيئات بلاستيكية أصغر، أي المواد البلاستيكية الدقيقة والنانوية المنتشرة في النظم البيئية. ومن المعروف أن تناول الجسيمات البلاستيكية الدقيقة يسبب آثارًا ضارة مباشرة، ويعرّض أيضًا الكائنات الحية للمواد الكيميائية السامة والكائنات الدقيقة المسببة للأمراض».
جديرٌ بالذكر، أن الاستهلاك العالمي للمواد البلاستيكية أحادية الاستخدام، زاد بنسبة تصل إلى 300% منذ بداية الوباء، حسب تقرير أصدرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لعام 2021.
المصدر: المصري اليوم