علوم وتكنولوجيا

حصاد العام 2021: تأجيلات وألعاب محبطة جداً

يمكننا أن نقول الآن وداعاً لعام ٢٠٢١ على الأقل بالنسبة لصناعة الألعاب، حيث تم إصدار جميع الألعاب الهامة خلال ٢٠٢١ بالفعل وتم الانتهاء من كل العروض والفعاليات أيضاً مع انتهاء حدث The Game Awards 2021.

في الحقيقة لا يمكن القول أن عام 2021 كان خيراً على صناعة الألعاب، لأن هذا العام كان محبطاً لأقصى درجة الحقيقة وكان عاماً خالياً من أي عناوين جذابة على الرغم من وجود بعض المحاولات الفردية هنا وهناك.

بالطبع هذا مجرد رأي شخصي فهي ليست قاعدة، قد يرى البعض أن عام ٢٠٢١ كان الأفضل في صناعة الألعاب، ولكني هنا اليوم لأقدم بعض الأسباب التي تعطي بعض المنطقية لوجهة نظري.

عام الجيل الجديد، بلا ألعاب!
من المفترض أن يكون عام ٢٠٢١ هو عام الجيل الجديد، فهو العام الذي يأتي بعد إصدار المنصات في نهاية ٢٠٢٠، وبالتالي هو العام المنتظر الذي تستعرض فيه الشركات ما لديها في محاولة لجذب أكبر عدد من اللاعبين.

في الحقيقة الشركات هذا العام لا تملك شيء لتقدمه، الوضع سيئ جدا بالنسبة لشركة بلايستيشن ولكن مايكروسوفت أيضاً لم تتمكن من تقديم ألعاب *كثيرة* على منصتها الجديدة.

من الواضح أن الشركات لعبت على الترويج للمنصات نفسها دون الاهتمام بالألعاب، وهو أمر مؤكد لأن مبيعات المنصات الجديدة ممتازة جداً على الرغم من أنها بلا قيمة على الأقل في الوقت الحالي ولعل أزمات فيروس كورونا كان لها دور فعّال في تلك الأمور.

فمثلا مبيعات منصة PlayStation 5 ممتازة لدرجة أن المنصة أصبحت الأكثر مبيعا في تاريخ الشركة، ومع ذلك إذا كنت من اشترى المنصة في بداية عام ٢٠٢١ فستكون حصلت على لعبة Ratchet and Clank Rift Apart ولعبة Returnal كألعاب حصرية على المنصة.
بالطبع هذا الأمر غير مرضي على الإطلاق خصوصاً وأن هذه الألعاب على الرغم من جودتها إلا أنها لم تكن ألعاب أيقونية قادرة على جذب شريحة من اللاعبين.

لكن من الواضح أن الشركات استغلت الإسم التجاري وحالة الترقب الكبيرة لوصول هذه المنصات، إلى جانب الحرب الإعلامية المتبادلة بين الشركتين لبيع المنصات، والمظلوم في هذه الحلقة كان اللاعب الذي لم يحصل على الكثير بعد أن أنفق مبلغ من المال على شراء منصة من الجيل الجديد.

تأجيلات محبطة جداً

للأسف أزمة فيروس كورونا خلفت لنا عملاق مرعب يعرف بإسم التأجيلات، وهنا لا أتحدث عن الإجراءات الاحترازية التي أثرت على سرعة عمليات التطوير.

بل أتحدث عن تحول فكرة تأجيل الألعاب من استثناء إلى عادة طبيعية، في الماضي كانت توجد تأجيلات أيضاً ولكنها كانت استثناء من القاعدة، حيث كانت تصدر كل الألعاب في موعدها ويتم تأجيل لعبة من حين لأخر بسبب بعض الظروف.

أما الآن أصبح التأجيل عادة طبيعية جداً لأي لعبة ولأي فريق تطوير، يتم الآن تأجيل الألعاب المستقلة والصغيرة وأيضاً يتم تأجيل ألعاب AAA من المفترض أنها قادمة من فرق تطوير كبيرة لديها تنظيم محترف.

لكن من الواضح أن المال يلعب دوره في أزمة التأجيلات لأن المطور يرتبط بموعد لإصدار معين وغالباً هذا الموعد يكون مربوط بمعدل لدورة رأس المال المستخدم في المشروع.

الشركة تريد إصدار اللعبة لتحصل على الأموال منها وبالتالي تحقيق دورة رأس المال، والمفترض أن لا يحدث هذا الأمر من المفترض أن تصدر اللعبة عندما تكون جاهزة، ولكن للأسف هذه هي لغة المال التي أصبحت تتحكم في كل شيء.

ما يحدث بعد ذلك هو أن المطور يحاول دائما تطوير مشروع ضخم يحتوي على الكثير من التفاصيل ويحتاج لمجهود ووقت طويل وهو لا يمتلك هذا الوقت الطويل، وبالفعل نصل لموعد الإطلاق ويكون لدى الناشر خيارين، إما إصدار اللعبة بهذه المشاكل والاعتماد على فكرة التحديثات التي تحسن من اللعبة، أو تأجيل الإطلاق حتى تصل ألى مرحلة تكون مقبولة قليلاً.

forza horizon

حرفياً كل الألعاب التي تم تأجيلها صدرت مع مشاكل تقنية تتفاوت جسامتها، ومعظم هذه الألعاب قدمت تجربة لعب ضعيفة لعل آخرها كان لعبة Battlefield 2042 اللعبة التي ترى فيها الاستعجال وانتهاء الوقت لدى المطور في كل إطار يتم عرضه على الشاشة، وكأن الناشر يصرخ ويقول أريد المال الآن.

بالعودة إلى التأجيلات نجد أنها أصابت عدد كبير من العناوين الهامة جدا، مثل God of War 2، Horizon Forbidden West، Dying Light 2، SIFU، وGhostwire Tokyo.

كل هذه العناوين السابق ذكرها هي عناوين AAA وهامة جدا وكان من المفترض أن تصدر خلال عام ٢٠٢١ وتم دفعها جميعا إلى عام ٢٠٢٢ وهنا نُدرك أن عام ٢٠٢١ قد تم السطو عليه حرفياً وأصبح بلا عناوين كبيرة مرتقبة.

عناوين كبيرة محبطة

على الرغم من كل هذه التأجيلات إلا أن العام احتوى بالفعل على بعض العناوين الكبيرة AAA التي كانت من المفترض أن تدفع العام للأمام.

الأكثر احباطاً كانت لعبة efootball 2022 التي كانت من المفترض أن تقدم تجربة لعب جديدة بعد تحول اللعبة إلى المجانية، لكن اللعبة تحولت إلى الأسوأ في تاريخ السلسلة بل تمكنت من تحقيق لقب سادس أسوأ لعبة في تاريخ متجر Steam.

جاءت بعد ذلك Call of Duty Vanguard لتزيد من الإحباط وتؤكد أن فكرة اللعبة السنوية من Call of Duty ليست أفضل فكرة للتعامل مع السلسلة.

أتفهم أن الأجزاء يتم العمل عليها بشكل منفصل وكل جزء تم تطويره من فريق مختلف، ولكن ما الجديد الممكن تقديمه في اللعبة بشكل سنوي، الأمر صعب جدا ومن الأفضل أن تعود اللعبة للظلام فترة حتى تنتهي حالة التشبع الموجودة حالياً.

ثم بعد ذلك قضت Battlefield 2042 على أي أمل موجود تجاه عام ٢٠٢١، حيث صدرت اللعبة وهي غير مكتملة وبلا أي هوية، وهو ما أكد سيل التسريبات الذي أشار إلى تغير اللعبة أكثر من مرة أثناء عملية التطوير وأن الناشر طلب من المطور وضع أي شيء مثير في الآونة الآخيرة داخل اللعبة لجذب الانتباه.

الألعاب التي تم ذكرها هي ألعاب AAA كان من المفترض أن نقدم تجربة لعب مصقولة، فنحن هنا لا نتحدث عن قائمة من ألعاب AA واعدة احبطتني بشكل كبير مثل Biomutant.

تفرد بسيط لـ Xbox

في الحقيقة ولنكن منصفين فإن منصات Xbox Series تمكنت من تحقيق تفرد ضئيل خلال العام الجاري حيث تمكنت من تقديم بعض العناوين الحصرية.

المنصة قدمت لعبة مثل The Medium ولعبة مثل Psychonauts 2 وهي ألعاب جيدة جداً وممتعة ولكن ليست أيقونية أو يمكن أن نعتبرها ألعاب تنافسية في سوق الجيل الجديد.

لكن الشركة تمكنت من تقديم Halo Infinite وهي واحدة من الألعاب القليلة التي تم تأجيلها وعندما صدرت قدمت تجربة لعب ممتازة ولكنها لم تخلو من المشاكل التقنية بالمناسبة.

أيضاً المنصة قدمت لعبة Forza Horizon 5 التحفة الأيقونية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، اللعبة التي نعتبرها أول ألعاب الجيل الجديد فعلا، وصاحبة أعلى التقييمات خلال عام ٢٠٢١.

أيضاً خدمة Xbox Game Pass ساعدت على زيادة قيمة المنصة فكل هذه الألعاب التي تم ذكرها تم إضافتها على الخدمة من يوم الإطلاق الأول، أي أن مالك هذه المنصات تمتع بالألعاب الكبيرة الحصرية يوم إطلاقها مقابل ١٠ دولارات فقط.

بهذا الشكل تكون مايكروسوفت قدمت عام مقبول جداً وتغلبت على بلايستيشن بلا أدنى شك على الأقل خلال عام ٢٠٢١.

الخلاصة.
عام ٢٠٢١ كان سيء بلا شك، وشخصياً كنت أتمنى أن ينتهي هذا العام بأسرع شكل، ففي هذا العام حرفياً لم أتعلق بأي لعبة جديدة، ولكن لننظر إلى الجانب المشرق، فنحن لدينا عدد كبير من التأجيلات التي دفعت بكثير من العناوين الهامة إلى عام ٢٠٢٢ لذلك فمن المفترض أن يكون عاماً دسماً مليئاً بالألعاب الجيدة!

(عرب هاردوير)

مقالات ذات صلة