علوم وتكنولوجيا

10 اختراعات تعيش معنا يوميا… تعرفوا عليها

ذكرت “الجزيرة” انه في 10 كانون الأول 1901، نظم في ستوكهولم أول احتفال بجائزة نوبل التي تحولت إلى تقليد عريق ومرموق. ورغم أن الأعمال التي يتم تكريمها تبقى مجهولة لدى عامة الناس، فإن بعضها كان له أثر إيجابي ملموس في حياتنا اليومية.

يقول الكاتب غايل لومبار -في تقرير نشرته صحيفة “لوباريزيان” (Le Parisien) الفرنسية- إن الاحتفال الأول بجائزة نوبل في 1901 كان سهرة لا تنسى، تخللها عرض سيمفونية وعشاء فاخر.

وعلى مدى السنوات، كان التركيز دائما على فخامة الاحتفال وأهمية الشخصيات الحاضرة فيه، وقليلا ما كان يتم التطرق إلى الاكتشافات والإنجازات العلمية المكرَّمة. ولكن رغم غموض هذا الجانب، فإنه يبقى مهما جدا للبشرية، حيث إن العلماء الذين تم تكريمهم حققوا إنجازات جعلت حياتنا أسهل، حتى إن كنا لا نعرفهم.

الجينز الأزرق والفيتامين سي ومعجون الأسنان
عند الاستيقاظ في الصباح، قد تنخرط في النقاش الأزلي حول ما إذا كان من الأفضل ارتداء البدلة الرسمية الزرقاء، أم يمكنك ارتداء بنطال جينز بسيط. في كلتا الحالتين، فإن هذا اللباس سيكون قد تم تلوينه بصبغة النيلة الزرقاء التي اكتشفها الألماني أدولف فون باير، الحائز على جائزة نوبل للكيمياء عام 1905.

هذا العالم تمكّن من صنع مادة الأنديغوتين التي تستخدم على نطاق واسع في قطاع النسيج، بعد أن كان هذا اللون في القرون الماضية يستخرج من نبات النيلة الذي ينتمي إلى فصيلة البازلاء ويتم جلبه من الهند.

وبعد اختيار اللباس، يأتي دور الفطور. وبالطبع فإن القهوة ليست كافية في الصباح، إذ إنه من أجل التغلب على حالة النعاس أو الكآبة، يجب تناول حبة من الفيتامين سي. هذه المادة من اكتشافات عالم الكيمياء البريطاني نورمان هاورث، الذي كان أول من اكتشف حمض الأسكوربيك في 1934، وهو ما مكنه بعد 3 سنوات من الحصول على التتويج الأهم في مجال العلوم.

وقبل مغادرة المنزل في الصباح، يتوجب عليك المرور بالحمام من أجل تنظيف أسنانك، ولهذا الغرض نستخدم المعجون الذي يحتوي على مادة الفلورايد. هذا العنصر الكيميائي تم عزله عام 1886 على يد هنري مواسان الأستاذ في المدرسة العليا للصيدلة بباريس، والذي حاز على جائزة نوبل بعد مرور 20 عاما على هذا الاكتشاف. ويعرف الفلورايد بأنه يقوي مينا الأسنان، ولكن قد تكون له آثار سلبية على الصحة في حال استخدامه بشكل مفرط.

نظام تحديد المواقع وبطاريات الهواتف الذكية
بعد أن تجهز نفسك، تخرج لتذهب على متن السيارة أو الحافلة أو الدراجة، ولكي تصل إلى وجهتك الصحيحة تحتاج إلى نظام “جي بي إس” (GPS) حتى تحدد موقعك بالاعتماد على الأقمار الصناعية.

وقد تم تصميم هذا النظام للمرة الأولى في 1960 على يد نورمان رامزي الذي حاز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1989، إلا أن هنالك عالما آخر كان قد مهد الطريق نحو هذا الاكتشاف، وهو إيزيدور إسحاق رابي الذي حاز الجائزة في 1944.

وبعد وصولك إلى وجهتك تتلقى مكالمة عبر هاتفك الذكي، فتخرجه من جيبك وتستغل الفرصة لتفقد البريد أو تسلية نفسك بلعبة في أثناء الانتظار. ولحسن حظك فإنك بت قادرا على استخدام جهازك بعيدا عن مصادر الكهرباء، لأنه مزود ببطارية أيون الليثيوم التي تحافظ على الشحن في الهاتف لمدة أطول. وفي عام 2019 كان الثلاثي ستانلي ويتنغهام وجون غونداف وأكيرا يوشينو قد حصلوا على جائزة نوبل في الكيمياء على هذا الاختراع.

ثورة الصور
في أثناء جلوسك في مكتبك، قد تطالعك صورة تذكرك بأطفالك. هذه الصورة بألوانها البراقة، تختلف بشكل كبير عن صور الأبيض والأسود التي كانت موجودة في الماضي، وقد تم إحراز هذا التطور بفضل العالم غابرييل ليبمان الذي تمكن في نهاية القرن 19 من إضفاء الألوان على الصور الثابتة، وتمت مكافأته بجائزة نوبل للفيزياء في 1908.

وبعد تناول العشاء، تتجمع العائلة في غرفة الجلوس من أجل مشاهدة التلفاز. وبالنسبة للأطفال الذين تعودوا على شاشة البلازما المتطورة، فإنهم لا علم لهم بالأنواع البدائية من أجهزة التلفزيون التي شاهدها آباؤهم وأجدادهم. ويعزى الفضل في هذا التطور إلى عالم الفيزياء الألماني فرديناند براون مخترع أنبوب أشعة الكاثود، الذي يسمح ببث الصور المتحركة على الشاشات.

إلا أن هذا الإنجاز ليس هو ما ضمن له جائزة نوبل، بل حصل عليها براون نظير أبحاثه في مجال التلغراف اللاسلكي. ويشار إلى أن جهود شارل إدوارد غيوم الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1920، ساهمت أيضا في ظهور التلفزيون بالألوان.

السماد والألياف الضوئية
قد يكون الوقت متأخرا في الليل، ولكن رغم الإرهاق يتوجب عليك إتمام بعض الأعمال على الحاسوب المحمول قبل الذهاب للسرير. هذا الجهاز الصغير يعتمد في عمله على المعالج الدقيق، هذا المعالج جعل من الحواسيب أصغر وأسرع، بفضل التزايد الكبير في عدد الترانزيستورات التي يحتوي عليها. ويعود الفضل في هذا التطور إلى العلماء الأميركيين: جون باردين، وويليام شوكلي، وولتر براتان الذين تقاسموا جائزة نوبل للفيزياء في 1956.

ومن حسن حظك أيضا يمكنك العمل من منزلك بفضل الربط بشبكة الإنترنت، وهي تقنية تطورت بسرعة بفضل الألياف الضوئية التي طورها كل من تشارل كاو، وويلر بويل، وجورج سميث الذين حصلوا على الجائزة في 2009.

وفي عطلات نهاية الأسبوع أو في أوقات الراحة، قد تجلس في حديقة منزلك للتمتع بالمناظر الجميلة للنباتات والأزهار، وهذه مناسبة لنتذكر أن الأسمدة النيتروجينية لم تكن لترى النور لولا فريتز هابر الحائز على جائزة نوبل في 1918، بعد تطويره مادة الأمونيا الاصطناعية التي مكنت من زيادة مردود الزراعة بشكل كبير.

(الجزيرة)

مقالات ذات صلة