فن

Interceptor… فيلم حركة سخيف لكن ممتع

يتمحور فيلم Interceptor (قاعدة الاعتراض) حول امرأة تحاول منع استهداف الولايات المتحدة بصواريخ نووية. إنه عمل حماسي ومتماسك رغم جوانبه الثقيلة والشائبة أحياناً.

يختلف هذا الفيلم عن الأعمال الرائجة راهناً على شبكة “نتفلكس”، فيخلو من معالم السخرية ويذكّرنا بأعمال صيفية قديمة ويكاد يُحقق النجاح نفسه.

الفيلم من بطولة العارضة الإسبانية إيلسا باتاكي التي دخلت معترك التمثيل منذ فترة. هي تجسّد شخصية نقيبة الجيش “جي جي كولينز” التي تُعيَّن في اللحظة الأخيرة في منصب وسط المحيط الهادئ. يشمل ذلك الموقع قاعدة لاعتراض الاعتداءات، وهي واحدة من قاعدتَين مصمّمتَين لمنع الصواريخ النووية الروسية من الهبوط في الأراضي الأميركية. في حال انطلاق صاروخ مماثل، سيكون الإطار الزمني الذي يسمح بالرد على الاعتداء قصيراً (يوضح الفيلم منذ البداية أن هبوط صاروخ روسي في الولايات المتحدة يتطلب 24 دقيقة فقط: إنها معلومة مريعة بعد الأهوال التي شهدها العالم في الأشهر القليلة الماضية). في مشهد سريع في بداية الفيلم، سنشاهد لقطات من مجزرة وقعت في القاعدة الأخرى في ألاسكا، ما يعني أن “كولينز” وأعضاء فريقها وحدهم يستطيعون منع وقوع كارثة كبرى في الولايات المتحدة.

يزداد الوضع تعقيداً حين يُقدِم ضابط استخباري سابق ومريض نفسي (لوك برايسي) على قتل كل من يقابله وهو في طريقه إلى تلك القاعدة، وسرعان ما يتبيّن أن الصواريخ ستتجه نحو جميع المدن الأميركية الكبرى. من واجب “كولينز” الآن أن تُحصّن نفسها في الموقع الرئيسي وتراقب أنظمة التحكم على أمل أن تنقذ معظم أجزاء الولايات المتحدة.

تتمحور المعركة المحتدمة في المرحلة اللاحقة حول قوة الإرادة وتحصل معظم تطوراتها في الوقت الحقيقي، بما يشبه أحداث فيلم التشويق Collateral (الملازم) للكاتب ستيوارت بيتي في العام 2004، ولو أنه يبقى أقل إتقاناً منه. لا يتولى المخرج مايكل مان إدارة الممثلين هذه المرة، بل يستلم هذه المهمة الروائي الأسترالي الذي يخوض تجربة الإخراج للمرة الأولى، ماثيو ريلي، وهو يجيد الحفاظ على أعلى مستويات التشويق، من دون أن يغيّر مسار فيلمه وطبيعته أو يضيف إليه جوانب مبالغاً فيها. تغطّي أجواء الحماس الطاغية وأفكار الفيلم الواعدة على الحوارات الثقيلة والأداء التمثيلي المتخبّط أحياناً (تجيد باتاكي بذل الجهود الجسدية التي يتطلبها هذا الدور أكثر مما تبرع في تقديم الحوارات التي تتفوه بها شخصيتها). قد يكون الفيلم ضيّق الآفاق نسبياً، لكن ترتكز أحداثه ومؤثراته عموماً على جوانب مختلفة، إذ يقدّم لنا المخرج قصة محورها كارثة مرتقبة عبر مشاهد “ميدانية” في المدن المعرّضة للخطر (يظهر زوج باتاكي الحقيقي، كريس هيمسورث، في إطلالة خاصة ومطوّلة بدور عامل في متجر أجهزة في لوس أنجلوس، فيبدو دوره ممتعاً في البداية لكنه يتخذ بُعداً مزعجاً في نهاية المطاف).

أخيراً، يحاول صانعو العمل تحديث معادلة مألوفة في عالم السينما عبر طرح خلفية درامية للشخصية التي تقدّمها باتاكي. تتعرض هذه الشخصية للتحرش الجنسي من شخصٍ أعلى مستوى منها في العمل (إنها حبكة فرعية نبيلة لكن لا يتعامل معها الفيلم بالشكل المناسب). حتى أن الأفكار المطروحة تتطرق أحياناً إلى المحسوبيات وامتيازات أصحاب البشرة البيضاء. لا تصيب هذه المواضيع الهدف في جميع الحالات، لكن تتراجع أهمية هذه العوامل كلها مقارنةً بمشاهد الحركة التي تبدو خرقاء أحياناً لكنها تعطي الأثر المنشود في مشاهد العنف، لا سيما عند مقارنة مستوى العمل بميزانية الفيلم الضيقة. في النهاية، يبقى الفيلم وحشياً ومباشراً في طرحه. قد لا يكون كافياً لتحويل باتاكي إلى نجمة كبيرة، لكن يمكن الاستمتاع به خلال الصيف بانتظار صدور أعمال أعلى مستوى.

مقالات ذات صلة