رياضة

الأندية والمنتخبات لا تتحمّل الخسائر

انطلق الموسم الرياضي الجديد في مختلف دول العالم، وخاصة على مستوى كرة القدم. فترة التوقف التي عاشتها البطولات والدوريات بسبب تفشي فيروس كورونا، ربما لن تعود إلا إذا خرجت الأمور نهائياً عن السيطرة. الأندية لم تعد تتحمّل الخسائر، وحتى الاتحادات الكبيرة والصغيرة منها، لذلك فإنّ التعايش هو الحل الوحيد للحدّ من النزف المالي

على مدى السنوات تطورت كرة القدم بشكل كبير، الى أن باتت في العقدين الأخيرين صناعة تدرّ مليارات الدولارات على الأندية، وتحوّل اللاعبون الى أشبه برجال أعمال يبحثون عن العقود الضخمة التي تؤمّن لهم مداخيل هائلة تصل الى مئات آلاف الدولارات أسبوعياً. خلال السنوات الاخيرة أيضاً، باتت الأندية، وخاصة الأوروبية منها، تبحث عن تطوير ملاعبها، وذلك بهدف زيادة الأرباح جراء زيادة أعداد الجماهير التي تحضر أسبوعياً، كما زيادة حجم الإعلانات في هذه الملاعب، التي باتت تشبه المولات التجارية الضخمة.
تضخم سوق كرة القدم بشكل هائل، ووصلت بعض صفقات اللاعبين الى أكثر من 150 مليون يورو، حتى بات رقم 50 مليون يورو أكثر من عادي خلال السنوات الخمس الأخيرة، عند الحديث عن انتقال لاعب من ناد الى آخر. كل هذه الأرقام والأموال غيّرت من شكل كرة القدم، حتى إنها جعلت المنافسة محصورة بين الأندية الغنية، سواء في الدوريات الصغيرة أو على مستوى البطولات القارية.
فيروس كورونا وبعد فرضه توقف الدوريات لأكثر من 4 أشهر الموسم الماضي (بين آذار وحزيران)، كبّد قطاع كرة القدم حول العالم أكثر من 11 مليار دولار من الخسائر. هذا الرقم الكبير لم تحتمله الأندية والاتحادات، وخاصة الصغيرة، فكان هناك دعم غير مشروط من الاتحاد الدولي لكرة القدم، حتى إنه في بعض الدوريات الأوروبية عمدت الأندية الكبيرة الى دعم الأندية الصغيرة مالياً لتتمكن من الاستمرار، وبالتالي تستمر المنافسة. حتى إن هذا الأمر فرض ضغطاً على الاتحادات لتتعاون وتضع بروتوكولات صحية لاستكمال البطولات.
اليوم عادت الدوريات والنشاطات مجدداً، حتى إن العالم الرياضي يشهد أخيراً عودة تصفيات كأس العالم 2022، وبطولات كرة المضرب وكرة السلة وسباقات السرعة، وبالطبع بغياب الجماهير وخلف أبواب موصدة.

في كرة القدم الخسائر مستمرة، ولكن بطبيعة الحال فهي أفضل من خسائر الإقفال العام وتوقف النشاط. اليوم يُصاب اللاعبون بفيروس كورونا ولكن لا تتوقف المباريات، بل يتم حجر المصابين والاستمرار باللعب، وهذا الأمر حصل في إنكلترا وإيطاليا وفرنسا… وفي مختلف الدول، وذلك من أجل تقليل حجم الخسائر.
كرة القدم بهذه الطريقة تتعايش مع فيروس كورونا، وحتى كرة السلة التي تُلعب بنظام التجمع. الاستفادة الكبيرة اليوم هي من النقل التلفزيوني والإعلانات، والخطوة المقبلة ــــ بدأت في بعض الدول ــــ ستكون إعادة الجماهير الى الملاعب والمنافسات تدريجياً من أجل الاستفادة من بدلات شراء التذاكر. مع الأخذ بعين الاعتبار فحص المشجعين واعتماد مبدأ التباعد وارتداء الكمامة.
ما هو أكيد أن أسعار اللاعبين ستنخفض، كما أن الأندية، وخاصة المتوسطة والصغيرة ستعتمد أكثر على تعزيز الأكاديميّات من أجل عدم شراء لاعبين من الخارج، وبالتالي الحدّ من الإنفاق.
مرحلة جديدة بدأت تتّضح ملامحها سيكون عنوانها الاستمرار بالنشاط الرياضي بما تيسّر، مع تسجيل تراجع في المستوى، من أجل النهوض الكامل بعد انتهاء الجائحة، المتوقع أن تستمر خلال 2021.

الاخبار

مقالات ذات صلة