رياضة

“قاضية الملاعب” الدولية: دموع البقّار من لاعبة الى حَكَم

كسرت ابنة طرابلس الحكم الدولي دموع البقار القاعدة التي تقول إنّ “النساء لا تصلح للرياضة”، لتغير بذلك معادلة إنّ “عالم كرة القدم رياضة ذكوريّة”.

مسيرة دموع الناجحة، تغنّى بها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، فنجاحها لم ينحسر فقط في لبنان، انما انتقل الى العالم حيث شاركت في العديد من البطولات الخارجية. ابنة الـ 32 عاماً، أتقنت كرة القدم منذُ صغرها، فقد بدأ مشوارها من مدرستها الرسمية في زغرتا، حيث كانت تشارك بكل الأنشطة المدرسية، ومنها الرياضيّة: كالركض ولعب كرة السلة وكرة قدم، والرقص وغيرها. وبعد أن انهت المرحلة المتوسطة الـ “بروفيه”، قررت دموع أن تعمل في فصل الصيف لتعتمد على نفسها، وبالصدفة، رأت صورة لفريق “العربي طرابلس” لكرة القدم للبنات في الجريدة.

وكما قيل: “رب صدفة خير من الف ميعاد”، فتلك الصدفة، غيّرت حياة دموع الطالبة المدرسية، حيث قالت في حديث لـ “لبنان 24”: “عندما رأيت الصورة، تمنيت بأن اصبح لاعبة مثلهم، فقررتُ أن أخوض مرحلة جديدة ومميزة، وانضممت الى الفريق، ولعبت معهم 8 سنين”.
وخلال تلك الفترة، شاركت دموع في عدة دورات مع “الفيفا” والاتحاد اللبناني والاتحاد النرويجي، حتى حصلت على شهادة في التدريب.

من التدريب الى التحكيم..

لم تكتفِ دموع بمعلوماتها وثقافتها عن كرة القدم حينها، فقد اصرّت “المرأة الحديدية” على معرفة تفاصيل جديدة عن عالم “المستطيل الاخضر”، ما دفعها للمشاركة بعدة دورات تدريبية أخرى.

تعيين دموع

وفي حديث عبر “لبنان24″، قالت البقار إنه “خلال إحدى الدّورات التدريبية التي كنتُ اشارك فيها، قدّم أحد المحاضرين محاضرة عن التحكيم، فكانت فرصة لي بأن أشارك في دورة حكام الغد عام 2014”.

وتضيف: “لم تكن فكرة التحكيم في مخيلّتي، لكن رغم هذا شاركت في الدورة، وحصدت المرتبة الاولى في اللياقة البدنية، وكنت الانثى الوحيدة بينهم”.
وبعد هذا، بدأت البقار رحلتها في التحكيم، حيث استهلّت المشوار بحكم مساعد، وبعدها حكم ساحة، وبعد خوضها العديد من الاختبارات، ساهمت قدرات البقّار في حصولها على الشارة الدولية عام 2016 ، وعام 2018 أصبحت حكم نخبة، لتقود بعد ذلك عدد من المباريات الودية للرجال بالإضافة إلى عدد من مباريات الدرجة الثانية وعدة مباريات في بطولة الشباب.

حفل توزيع الشارة الدولية لحكام كرة القدم

لم تكن هذه هي المرّة الأولى التي تجد فيها دموع نفسها تكافح من أجل اقتحام عالم الرياضة الذي أحبّته، فقد واجهت الحكم الدولي العديد من الصعوبات في البداية.
وأكدت أنها واجهت العديد من الحالات التي كان فيها الجمهور رافضاً وجود امرأة تُحكّم مباريات للرجال لأسباب مختلفة.

وتتذكر قائلة: “تلقيت الكثير من العبارات والانتقادات، وأكثرها جملة “النساء مكانها المطبخ”، و”مكانك ليس هنا”، لكن ادركتُ أنه مع الوقت ستزول تلك العبارات، وشكلّت تلك المصطلحات تحدياً بالنسبة لي لإثبات أنّ المرأة مكانها في كل المجالات وليس المطبخ”.
رفض المحيط لوجود المرأة في عالم كرة القدم، لم يقلّل من طموح البقار، “فكانت مدركة أن المرحلة تحتاج الى المزيد من الوقت”. وبحسب قولها، “كل العنصر النسائي المتواجد في عالم المستطيل الاخضر، يواجه صعوبة في البداية، لأن المجتمع لا يزال يستغرب عند رؤية مشجعة او لاعبة او مدربة وحكم، لكن المرأة “مقاتلة” تفرض نفسها بسرعة، ونجاحها يُجبر البعض على دعمها”.

صدفة قادت اللبنانية دموع البقار إلى التحكيم لتبدع

دموع اثبتت بعد كل مباراة أنها “سيدة الملاعب”، فتحكيمها المُميّز، وخبرتها الواسعة في المجال، جعلت من شاهدها في الملاعب يحب كرة القدم، وقالت: بعد أدائي خلال المباريات، لم أعد أسمع عبارات عنصرية، بل شاهدت فرحة العديد لوجودي في الملعب.
قادت دموع نهائي كأس لبنان للسيدات عدة مرات، بالإضافة إلى نهائي دوري السيدات، كذلك تصفيات آسيا للسيدات تحت 16 سنة وتحت 17 سنة، بالإضافة إلى تصفيات الألعاب الأولمبية للسيدات، إلى جانب عدة بطولات في غرب آسيا للسيدات والشابات والأندية في البحرين والإمارات ولبنان والأردن.

البقار ونصر لكأس العرب

صافرة دموع النسائية، أثبتت أن الرياضة ليست حكراً على فئة من دون أخرى، فالوجود الأنثوي في الملاعب، أكد أن اللعبة نفسها، والتمرير هو ذاته، والمراوغة ربما أفضل، والنتيجة تحظى بالفرحة نفسها من قبل المشجعين، والتحكيم ليس “فضائياً” كما يراه البعض، فهو لا يختلف عن ع

مقالات ذات صلة