أسباب تألق بنزيمة بين رحيل رونالدو وثقة زيدان
يواصل اللاعب الفرنسي كريم بنزيمة تألقه وقيادة سفينة فريق ريال مدريد لتحقيق الانتصارات، مبرهنا على توهجه في عامه الاستثنائي.
ونجح اللاعب صاحب الـ34 ربيعا الذي جاء رابعا في ترتيب جوائز “الكرة الذهبية” بـ 239 نقطة، في لفت الأنظار إلى موهبته خلال الفترة الحالية أكثر من أي وقت مضى، والتربع على عرش صدارة هدافي الدوري الإسباني.
وأنهى الفرنسي عامه الذهبي بالوصول إلى 47 هدفا بواقع 38 مع فريقه خلال 50 مباراة، و9 أهداف مع منتخب بلاده بـ 13 لقاء، في حين كان أفضل سجل تهديفي لنزيمة في عام واحد طوال مسيرته هو 35 هدفا.
وصادف تألق بنزيمة اللافت للنظر نجاحه في كسر رقم قياسي لم يتكرر منذ ربع قرن، بتسجيله هدفين لريال مدريد في السبع دقائق الافتتاحية، ليصبح أول من يفعلها منذ عام 1994، حيث أحرز وقتها التشيلي إيفان زامورانو، ثنائية للنادي الملكي في أول 4 دقائق خلال مواجهة إشبيلية.
وأكد الناقد الرياضي المهتم بالدوري الإسباني عمرو صلاح، أن الرغبة والتحدي أهم أسباب تألق بنزيمة، مشيرا إلى أن اللاعب الفرنسي كان لديه دافعا قويا للرد على صافرات استهجان الجماهير وسخرية وسائل الإعلام من مستواه، مما خلق لديه نوعا من التحدي.
وقال صلاح في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”: “هذا بجانب تضحياته وعزيمته على مواصلة المشاركة كأساسي، إذ يواصل بنزيمة اللعب وهو مصاب في إصبع يده، كما يهتم كثيرا بالجانب البدني”.
ويرى صلاح أن ثاني أسباب تألق بنزيمة، هو تلقيه الثقة والدعم خلال الفترة الماضية بشكل قوي، للدرجة التي دفعت مديره الفني زين الدين زيدان للتصريح بأنه: “سأظل أدافع عن بنزيمة حتى الموت، ولا يهمني عدد الأهداف التي يسجلها”.
وتابع الناقد الرياضي قائلا: “تلقى بنزيمة دعما كبيرا من الجميع، فبخلاف تصريح زيدان الشهير، فقد ذكر فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال أنه لا داعي لعودة كريستيانو رونالدو خلال فترة رحيله عن يوفنتوس الإيطالي، في إشارة إلى الاكتفاء بالفرنسي”.
وبيّن صلاح: “عندما يتواجد رونالدو في الملعب فمن الطبيعي أن تخدم عليه المنظومة بالكامل، لاعب بحجم رونالدو الذي يسجل 60 هدفا في الموسم، يجعل دور بنزيمة ثانويا، وبرحيله عاد الفرنسي لدوره الأساسي كلاعب مركز 9”.
واتفق الناقد الرياضي وعضو رابطة النقاد الرياضيين، طاهر عوض في أن رحيل رونالدو كان نقطة انطلاق بنزيمة، وهو ما ساهم في رفع المعدل التهديفي وكسر الأرقام القياسية، مضيفا عوامل أخرى تركت تأثيرا في تألق اللاعب الفرنسي.
وتابع عوض في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”: “الشعور بالمسؤولية بعد رحيل راموس عن ريال مدريد ومزاملة البرازيلي مارسيلو لمقاعد البدلاء، جعل بنزيمة القائد الفعلي للميرينغي داخل وخارج المستطيل الأخضر، هو ما ترتب عليه إحساس المهاجم الفرنسي بالتزام تجاه الفريق”.
وواصل قائلا: “العنصر الجسماني مثل أهمية كبيرة في تألق بنزيمة، إذ يعتبر الإيطالي أنطونيو بينتوس، المدرب البدني لفريق ريال مدريد، أحد أبرز أسباب تألق اللاعب واستطاعته مواصلة الموسم في أعلى درجات لياقته البدنية”.
واختتم حديثه قائلا: “عودة بنزيمة لمنتخب بلاده صنع دافعا معنويا قويا له، حيث كان يحلم بالعودة لتمثيل الديوك، وشاء القدر أن يحفر اسمه بحروف من ذهب بعد مشاركته في الفوز ببطولة دوري الأمم الأوروبية في نسختها الثانية، وتسجيل الهدف الأول أمام إسبانيا في النهائي”.