سعيود سيعود.. “الأمير” يتوهج بعد سنوات الانطفاء
في سن 31 عاما، عاد المهاجم الجزائري أمير سعيود للتألق، وقدم نفسه من جديد للجماهير العربية بتسجيله هدفا قاتلا هو الأول له مع منتخب بلاده، فتح الطريق أمام “محاربي الصحراء” للتتويج بكأس العرب، السبت.
وفي نهائي البطولة التي استضافتها قطر، افتتح البديل سعيود التسجيل للجزائر بتسديدة هائلة من خارج منطقة الجزاء في الشوط الإضافي الأول، بعد تمريرة من سحرية بالكعب من بغداد بونجاح، قبل أن يختتم ياسين براهيمي اللقاء بهدف في آخر ثانية من الشوط الإضافي الثاني.
ولم تكن الجماهير الجزائرية تعول الكثير من الآمال على سعيود، الذي خاض مسيرة احترافية متذبذبة ولعب مباريات لا تتخطى أصابع اليد الواحدة مع المنتخب، قبل أن يفتح غياب المحترفين في أوروبا أمامه باب الانضمام إلى “الخُضر” في كأس العرب.
وبدأ سعيود مشواره في الجزائر مع ترجي قالمة ومنه انتقل إلى وفاق سطيف، ثم بدأ رحلة الاحتراف خارج البلاد مع الأهلي المصري، وبدا أن العالم العربي على موعد مع ميلاد نجم واعد، لكن في ظل وجود لاعبين كبار في الفريق الأحمر في تلك الفترة فضلا عن تعرضه لإصابات، لم يثبت اللاعب الأعسر نفسه في مصر.
وخلال فترته مع الأهلي، خرج سعيود معارا إلى العربي الكويتي والإسماعيلي المصري ومولودية الجزائر، ثم خاض تجارب عدة قصيرة في الدوري البلغاري ومع الصفاقسي التونسي، ثم عاد إلى الجزائر مع نادي الدفاع الرياضي لبلدية تاجنانت ومنه إلى اتحاد العاصمة ثم شباب بلوزداد، قبل أن يستقر به المطاف في الطائي السعودي الذي يلعب له الآن.
وعقب المباراة النهائية، بدا أن سعيود أكثر لاعبي الجزائر سعادة، لم لا وكأنما “ولد من جديد” في بطولة شهدت إثارة بالغة ومباريات قمة كروية، وحظيت بمتابعة جماهيرية كبيرة في العالم العربي.
وقال سعيود في المؤتمر الصحفي عقب اللقاء: “كنت سعيدا جدا. أن تسجل هدفا في نهائي بطولة على مستوى تنظيم عالمي. هذا أفضل سيناريو في مسيرتي الكروية. سجلت أول هدف مع المنتخب الوطني وأتمنى مزيدا من الألقاب في المستقبل”.
ثم تحدث في تصريحات لقناة “الكأس” القطرية بعد التتويج، قائلا: “الحمد لله أنني كنت سببا في إسعاد الجماهير والشعب الجزائري. لا أتمنى سيناريو أفضل من هذا”
وأضاف: “نحن سعداء جدا. نهدي التتويج لكامل الشعب الجزائري، وفي المستقبل مزيد من النجاحات”.
وتحدث سعيود عن التمريرة التي أهداها له بونجاح، قائلا: “بغداد لاعب مميز ومهاجم متكامل، يمكن أن يسجل ويصنع. إمكانات نجاح مكنته من إعطائي التمريرة”.