حتى المقابر… باتت هدفا للسرقات!
كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
تنشط السرقة بقوة هذه الأيام ويتوزّع السارقون في كل مكان؛ مخلّفين وراءهم شتى أنواع العُطل والضرر على الفقراء من أبناء منطقتهم. طبقات الحديد “الريغارات” للصرف الصحي على الطرقات والأوتوسترادات أُجهز عليها بالكامل، فعمدت البلديات إلى صبّ الباطون مكانها. كل ما يخطر في البال أو لا يخطر حتى أصبح هدفاً للسارقين.
إلا أن الحديد ومواده والأدوات الكهربائية والإلكترونية، وقطع السيارات وزينتها، هي من أكثر الأشياء التي باتت اليوم هدفاً للسارقين، لأنها تباع بالدولار وعلى سعر السوق، ولها زبائن كثر، فتسرق وتباع في لحظتها. المقابر لم تسلم من يد السارقين الذين لم يحترموا حرمة الأموات في قبورهم. فانتشرت أخيراً في مناطق شمالية عدّة سرقة الأبواب الحديدية للقبور التي وضعها ذوو بعض الموتى لتحصين القبور وتسويرها، فإذا بعصابات السرقة تجرّد القبر من حديده. حتى الأبواب التي توضع على مداخل المقابر أو تصوينات الأراضي تمّ نهبها هي الأخرى. هذا ما حصل قبل أيام في أحد مدافن التبانة في طرابلس، وكذلك في عدد من القرى في عكار.
وفي مقابل ذلك، تفتّحت أعين السارقين في الفترة الأخيرة، على معدات الإنترنت وأجهزة التقاط البث على الأسطح، لأن أسعارها كما يقال مرتفعة في هذه الآونة ويتراوح سعر الماكينة الواحدة منها من 100 إلى 200 $ أي أكثر من مليونين ونصف ليرة لبنانية بحسب نوعية كل منها. ليس ذلك فحسب، فأجهزة التقاط البث التلفزيوني الفضائي “ديش” ليست في مأمن هي الأخرى، وبطاريات السيارات يتمّ اقتناصها من على الطرقات وفي وضح النهار، فما بالك في الليل؟ ويبلغ سعرها قرابة الـ 100 $ أميركي. وتروج السرقة وتنتشر وتزداد أعداد السارقين يوماً بعد يوم، في ظل انكشاف أمني كبير وتقاعس واضح عن قيام الأجهزة الأمنية بمهامها في المتابعة اليومية وتعقّب العصابات والأشخاص، حيث لا شيء يسير في هذا البلد إلا السرقة.
يوضح المواطن أنور عوض في هذا السياق أنه “أراد أن يقفل درج المصعد على سطح منزله بباب حديدي للحماية، حيث توجد على السطح ماكينة إنترنت ومضخّة مياه كهربائية ولاقط بث تلفزيوني، وإذا بتكلفة باب الحديد تزيد عن المئتي دولار. تراجعت عن الأمر وفي نفس الوقت كل ليلة أنام على أعصابي من شدّة الخوف لئلا يأتي أحدٌ في الليل فيسرق هذه المعدّات فنكون في شيء ونصبح في شيء آخر .. لقد سرق اللصوص قبل أيام طنجرة قديمة من أمام بيت جارتي العجوز كانت قد وضعتها في الأرض خارج المنزل لتطبخ فيها، كما سرقوا معها المنصب الحديدي المشحتر .. من الممكن لو رأوا العجوز هي الأخرى لكانوا سرقوها”.
إلى ذلك، يبرز تخوف الكثيرين من ركن سياراتهم في المواقف العمومية. يحدّثنا أحمد أنه وقبل أيام ركن سيارته في أحد مواقف ساحة النجمة في طرابلس لمدة ساعة تقريباً، اشترى بعض الحاجيات من جوار التل وعاد. لم ينتبه إلى ما حصل لسيارته إلا بعدما مشى وصار في البيت وأوقفها،”لقد قاموا بفتحها وسرقوا منها بعض الأشياء ودولاب الإحتياط في الصندوق والرافعة وأشياء أخرى”.