أمن

السرقات بحلّة جديدة… حتّى أعمدة الإنارة لم تسلم!

كتب عيسى يحيى في “نداء الوطن”:

مرّ خبر مقتل السورية هديل عبد الشيخ ليل الأربعاء مرور الكرام، إثر إصابتها بطلق ناري في الرأس أودى بحياتها على الفور، بعد قيام مسلّحين بمحاولة سرقة مخيم للنازحين السوريين في سهل بلدة مقنة، وخلال تصدّي سكّانه لهم، بدأوا بإطلاق النار من أسلحة رشاشة لتغطية فرارهم، ما أدّى لإصابتها ومقتلها.

حادثة المخيّم ليست الأولى من نوعها في المنطقة، فقد سبقها مقتل إبن بلدة شعث مهدي وهبي، وقبله في إيعات علي عبد الساتر خلال تصدّيهما أيضاً لعصابات سرقة كانت تحاول سرقة محاصيلهما الزراعية ومواشيهما. مسلسل السرقات الذي بدأت حلقاته بنسخة جديدة في بعلبك ـ الهرمل، وبأساليب مختلفة تعتمدها العصابات، ويهدّد الأمن الإجتماعي للمنطقة بأكملها، تشير مجريات أحداثه الى أنه سيشهد تطورات إذا لم تبادر الأجهزة الأمنية الى ضرب تلك العصابات بيد من حديد ومداهمتها في أوكارها. وكانت المنطقة شهدت خلال الفترة السابقة أكثر من عملية سلب لعمال “دليفري” يتم إستدراجهم عبر طلبيات وسلبهم البضائع والأموال بقوة السلاح. بدورها، شهدت بلدة دير الأحمر، ليل الخميس، عملية سرقة حيث دخل مجهولون مشتل الكروم عند مدخل البلدة، وسرقوا بواسطة الكسر والخلع “لابتوب” وأجهزة كهربائية من المكتب، وجيب “تويوتا” وفروا إلى جهة مجهولة. وقدرت قيمة المسروقات بحوالى 30 ألف دولار أميركي.

وعلى طريق القاع – الهرمل، عمد بعض اللصوص الى سرقة بطاريات وأجهزة الشحن لعواميد الإنارة والتي تعمل على الطاقة الشمسية وتنير الطريق الممتدّ من القاع حتى الهرمل وأمام المستشفى الحكومي، كذلك أقدموا على سرقة لوحات الطاقة واللمبات من على الأعمدة المتواجدة على طول الطريق، ما يسهّل في المرحلة المقبلة كافة عمليات التشليح والسلب هناك.

وفي حديث لـ”نداء الوطن”، لفت رئيس بلدية القاع المحامي بشير مطر إلى أنه “في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة من المتوقّع إزدياد أعمال السرقة والتشليح بشكل ملحوظ، واللجوء إلى أساليب غير معهودة، أو سرقة أشياء لم تكن بالحسبان، كأعمدة الإنارة التي تعمل على الطاقة الشمسية حيث تمت سرقة بطارياتها وألواح الطاقة، كذلك سرقة بطاريات السيارات ومولدات الطاقة وغيرها”، مضيفاً أنّ “القوى الأمنية مكبّلة ولا تتحرّك إلا بناءً على إدّعاء وإستنابات قضائية وتتحاشى التوقيف بسبب الإكتظاظ وفيروس “كورونا”. وعملياً، لا يوجد تنسيق في ما بينها ولا يتمّ أخذ البصمات ولا داتا الإتصالات لكشف السرقات بسرعة، ويجب تطوير أساليب المتابعة والرصد وزيادة عدد عناصر قوى الأمن ومخافر المنطقة”، متخوفاً من تداعيات السرقات على المنطقة وحصول مشاكل، سواء كان السارق سورياً أو لبنانياً. أمن المنطقة المهتز والفلتان الذي يستبيح حرمات المنازل والمؤسسات ويقضّ مضاجع البقاعيين يربطه مصدر مطلع لـ”نداء الوطن” بأمرين، الأول: الوضع الإقتصادي الصعب الذي يعاني منه اللبنانيون عموماً والبقاعيون خصوصاً منذ أكثر من سنة، حيث تشهد المنطقة سرقات صغيرة بدافع البقاء على قيد الحياة وتأمين الأكل وهو ليس بالمبرّر طبعاً. والأمر الثاني، غياب الأمن في المنطقة التي تحتاج دائماً إلى خطط أمنية متواصلة وهو أمر صعب أيضاً، فعديد الأجهزة الأمنية مقارنةً بمساحة محافظة بعلبك الهرمل ضئيل، والجيش اللبناني الذي ينتشر على الحدود الشرقية بأكملها، من معربون حتى الهرمل مروراً بعرسال وغيرها، غير قادر على تأمين إنتشاره على الأرض بشكل دائم، وهو ينفّذ حملات مداهمة بشكل دائم ودوريات مؤلّلة على الطرقات الدولية والفرعية”. ويضيف المصدر أن “عصابات السرقة والتشليح في المنطقة معروفة أيضاً، وهي لا تعمل في سبيل العيش بل تمتهن عملها من خطف وتشليح، وتأمين مرور السيارات المسروقة إلى الأراضي السورية عبر المعابر غير الشرعية، والسرقات التي تقوم بها تلك العصابات غير مرتبطة بوضع إقتصادي”.

mtv

مقالات ذات صلة