ينفعل… يغضب… يضرب… والرقم خطير
يزداد الوضع المعيشي صعوبةً. ترتفع نسبة البطالة. يشعر الرجل في أحيانٍ كثيرة بضغطٍ كبير، خصوصاً أنّه يجد نفسه مكبّلاً أمام المسؤوليّات الملقاة على عاتقه. ينفعل. يغضب، و”يفشّ خلقه” بزوجته أو أولاده.
لسنا نبرّر هنا حالات العنف المنزلي التي تتزايد بشكلٍ خطير في المجتمع اللبناني، وهو الأمر الذي يحمل مؤشّراً غير سارّ للمستقبل، ولكنّنا نوصّف الواقع.
ففي إطار عملية الرصد الدوريّة التي تقوم بها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، بالتعاون مع المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي حول عدد الاتصالات الواردة على الخط الساخن 1745 للتبليغ عن شكاوى العنف الأسري، تشير التقارير الصادرة عن قوى الأمن الداخلي إلى تصاعد ملحوظ في عدد الاتصالات الواردة بين 1 شباط 2020 و1 تشرين الأول 2020، أي منذ بداية أزمة جائحة “كورونا”، حيث ارتفع عدد الاتصالات بنسبة 51% .
كما تُظهِر التقارير ازدياداً كبيراً في العنف الممارَس ضدّ الأطفال بلغت نسبته 242% خلال الفترة ذاتها، وذلك استناداً إلى تقارير قوى الأمن الداخلي حول الاتصالات الواردة على الخط الساخن 1745.
وأمام هذه الوقائع والمعطيات المقلقة، دقّت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية جرس الإنذار، وطالبت نواب الأمة لبذل أقصى الجهود للحدّ من تزايد عدد جرائم العنف الأسري ولتأمين الحماية الفعالة للضحية ولأولادها، وذلك من خلال إقرار الاقتراحات التعديلية على قانون “حماية النساء وسائر أفراد الأسرة من العنف الأسري” المعروضة عليهم في أسرع وقت ممكن.