أكد رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، اليوم الأربعاء، “أنه ولئن كانَ القضاءُ اللبنانيُ، شأنُه شأنَ الوطنْ، بمثابةِ الشهيد الحيِ في زمنِ الانهياراتِ على الأصعدةِ كافةً، وإنه ولئنْ كانَ شاهداً أيضاً، على حالةٍ غير مسبوقة أُريدت له وللبنانَ، فإن الأملَ والإيمانَ بالقضاءِ وبالقضاةِ يبقيان هما الأقوى والأبقى”.
جاء ذلك خلال كلمة له بمناسبة الذكرى الوطنية لشهداء القضاء حيث وضع في قصر العدل في صيدا إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري للقضاة الشهداء: حسن عثمان، والقضاة عماد شهاب وليد هرموش وعاصم أبو ضاهر.
وقال عبود: “فلنأخذْ من هذهِ التضحيةِ الأسمى، امثولاتٍ في البذلِ والعطاءِ، على مذبح بناء الدولة، وحضورِ القضاءِ، وسيادةِ القانون”.
وأضاف، “سأكتفي في ذكرى شهادئِنا اليومْ بأفكارٍ ثلاثْ تضيءُ على الواقعِ، كُتبت بقلمِ حقيقةٍ وحِبرِ معاناة”.
وأشار عبود الى أنَّ “القضاءَ يتعرضُ لتفلّتٍ ممنهجٍ من الداخل، ولتحاملٍ متزايدٍ من الخارج، ونحن لن نقبلَ كقضاةٍ وكسلطةٍ قضائيةٍ، إلاّ بتطبيقِ القوانينِ على الجميعْ، معالجةً لهذه الأمور”.
وأردف، “كما نتقبّلُ عن اقتناعٍ كاملٍ كلَّ نقدٍ بنّاءٍ أو انتقادٍ مُسندٍ، بهدفِ تصويبِ أي خللٍ في الأَداءِ القضائي، الذي نسعى دائماً ودوماً إلى تطويره وتفعيلِه، رغمَ كلِّ الظروفِ الصعبةِ والمعوقاتِ المفتعَلةِ أحياناً”.
واستكمل عبود، “إنّ القضاءَ أثبتَ ويثبتُ يومياً، وفي محطاتٍ وقضايا كثيرة، ومتعددة، قدراتٍ كبيرةً على مواجهةِ التحدياتِ ومجابهتِها وتجاوزِها، رغم الظروف والاوضاعِ غير المقبولةِ وغير المسبوقة”.
وزاد قائلاً، “فلنُضئ معاً على إيجابياتٍ، ولنسع كقضاةٍ في سلطةٍ قضائية، إلى تصويبِ أي خللٍ وإلى تقويةِ أي وهنٍ، وإلى تحسينِ أي ضعفٍ في الأداء القضائي.
ورأى أن “الصمودَ القضائيَ لكي يتحوّلَ ثباتاً وديمومةً وفاعليةً، يفترضُ مواكبةً من الشعب اللبناني، ومن مُكوّناتِ المجتمعِ اللبناني، كما يفترضُ خَطواتٍ حقيقيةً وفعليةً من قِبلِ السلطتين التشريعية والتنفيذية، لناحيةِ إصدارِ قانونِ استقلاليةِ القضاءِ، مع تأمينِ الضماناتِ الحياتيةِ والاجتماعيةِ لكلّ قاضٍ، ومستلزماتِ وحاجاتِ العملِ القضائي في قصورِ العدلِ، مع وجوبِ احترام ِ وضمانِ تنفيذِ قراراتِ ومقرراتِ مجلس القضاء الاعلى وفي طليعتها التشكيلات القضائية، وسائرِ القراراتِ والاحكام القضائية”.
ودعا عبود قضاة لبنان إلى “الصمودِ في البذلِ والعطاء، فنعبُرُ إلى لبنانَ الغدِ، مستلهمينَ دائماً وأبداً، سموَّ تضحيةِ من نُحيي ذِكراهم”.
