بعدما وصل “دلتا” إلى لبنان.. الأسوأ على الطريق
هل تحمينا اللقاحات من المتحور الهندي أو ما بات يُعرف بـ”دلتا”؟ لو أنّها تحمي، فلمَ شهدنا طفرة جديدة في دول العالم، طفرة هي أكثر فتكاً؟ ولمَ نأخذ اللقاح؟ اسئلة باتت مشروعة، مع عودة عداد إصابات كورونا الى الارتفاع، وتسجيل اصابات جديدة بالمتحور الهندي، ينذر بما قد يكون الاسوأ، إذا ما عدنا قليلاً الى سيناريو الصيف المنصرم الاسود.
واليوم، الخطر قد يصبح مضاعفاً فالبنية الطبية تتآكل شيئاً فشيئاً، فالدواء الموجود غير مدعوم، والمدعوم “غالي”، وبعض المستشفيات توقفت عن استقبال الاّ الحالات الطارئة، وكهرباء وأوكسجين “لا يوجد”.
بالعودة الى “دلتا”، ماذا لو إزدادت أعداد الاصابات، وهل تحمي اللقاحات فعلا؟ يقول الاخصائي في الامراض الداخلية والجهاز الهضمي الدكتور خالد بركات إنّ المعركة مع كورونا لا تزال طويلة جداً، طالما هناك مفاجأت سلبية للفيروس، فاليوم ليس فقط “دلتا” هو محور اهتمام العالم بل ايضاً نحن على أعتاب “دلتا بلاس”.
فعالية 88%
فبعدما ظن اللبنانيون لفترة أنّنا بأمان أو أقله على خط الأمان بما يتعلق بكورونا، وصل “دلتا”. يقول بركات في حديث مع “لبنان 24” إنّ العوارض الأكثر شيوعاً مع المتحور الهندي هي: ألم في الرأس مضاعف، سيلان في الأنف، وألم مضاعف في الحلق، اضافة الى العوارض الشائعة مع المتحورات السابقة لكورونا، أمّا الخطورة فتكمن في نسبة المناعة التي نكتسبها بعد اللقاحات. يوضح بركات حقيقة خطيرة تفيد بأنّ اللقاحات مع المتحورات السابقة لكورونا كانت تعطي مناعة أكثر حتى مع الجرعة الاولى فقط، ويتابع: “أمّا اليوم، فالخطورة تكمن بأنّ المناعة التي نكتسبها ضد “دلتا” مع أول جرعة لا تتجاوز الـ30% فقط، بينما كانت تصل في السلالات الاولى الى 60%. طبعاً هذه النسبة تزيد مع الجرعة الثانية، ولكنّها قد لا تتخطى الـ88%”.
وإذ أننا أمام حقيقة أنّ نسبة الملقحين في لبنان هم من الفئات غير الشابة، فإنّ الشباب الذين هم في دائرة الإختلاط أكثر ويعيشون أجواء الصيف والسياحة المحلية، هي الفئة الأكثر عرضة للاصابة بخطر “دلتا”، ومنهم من قد يُصاب ولا يعلم بإصابته وبالتالي قد ينقل العدوى الى نسبة كبيرة ممن يختلط بهم، إذا أعتبرنا أنّ خطورة المتحور الهندي تكمن في سرعة إنتشاره.
بالعودة الى المناعة المكتسبة، يشرح الطبيب بركات أنّ دول العالم التي تشهد موجات صعبة من المتحور الهندي هي الدول الأكثر كثافة سكانية، فماذا عن لبنان، وهل نحن في أمان في حال تلقينا الجرعتين من لقاح كورونا؟. يجيب بركات: “كما قلت سابقاً، الحماية بعد الجرعة الثانية تصل الى حدود الـ88%، وهذا يعني أنّ الاصابة بالمتحور واردة، ولكن بنسبة قليلة ولا تؤدي الى حالات وفاة، وغالباً لا تحتاج الى عناية فائقة ومستشفيات”. وطبعاً وبحسب الطبيب فإنّه في حال الاصابة فببساطة يمكن للمصاب أن ينقل العدوى حتى لو كان تلقى الجرعتين من لقاح كورونا، “لا نريد تخويف الناس، وإنمّا ننصح بالاستمرار في حملة الاجراءات الوقائية والاسراع في عملية التلقيح، وحث الشباب خصوصاً على تلقي اللقاحات، لاننا نريد الوصول الى مناعة مجتمعية بحدود الـ70 الى 80%”.
يقول بركات بإنّ فكرة الخلط بين اللقاحات إيجابية، فكل لقاح يحمل رسالة معينة، كما يفعلون في دول عدة، ولكن هذه الإمكانية غير متاحة حالياً في لبنان، “إن تحدثنا عن المناعة، فمن الوراد أنّ تضعف المناعة في جسمنا في وقت معين، أو بالاحرى نتحدث عن هبوط في العوامل المناعية مع الوقت، لذلك بعض العلماء يقترحون تلقي جرعة تعزيزية ثالثة أو لقاحا سنويا. وهناك دول تسعى الى الانتقال من مرحلة الاستيراد الى مرحلة إنتاج اللقاحات”.
فهل بإمكان لبنان اللحاق بموجة إنتاج اللقاحات، في ظل كل ما يعانيه من واقع سياسي واقتصادي متردي؟. هنا يتحدث بركات عن إقتراح مساعدة من دولة كوبا. في تفاصيله أنّ كوبا مستعدة لتزويد لبنان بالمواد والتقنيات والمساعدة الفنية لإنشاء مصانع تعمل على انتاج اللقاحات، وهو ما يؤكده بركات الذي تواصل مع المعنيين في وزارة الصحة اللبنانية بهذا الشأن، مبدياً استعداده لمتابعة اي سبيل للتعاون، وخصوصاً أنّ ذلك يؤدي الى تنشيط السياحة الطبية. ويتابع بركات: “أدعو القطاع الخاص ايضاً الى الاستفادة من هذا العرض الكوبي، فربما نكون معبراً لخط إنتاج اللقاحات في الدول العربية. والجيد في اللقاح الكوبي المسمى “عبدالله” أنّ فعاليته تخطت نسبة الـ70%، ويمكن وضعه في برادات عادية حيث لا يحتاج الى نسبة تبريد عالية، وايضاً الأنبوبة الواحدة منه تشكل 6 جرعات اي انه يكفي لـ3 اشخاص. والعوارض الجانبية فيه تكاد تكون معدومة”.
فأي سيناريو ينتظرنا، وهل من الممكن أن نصل الى مرحلة يكون فيها لبنان قادر على إنتاج لقاحات محلية؟
lebanon24