ملعبٌ جديد للتنافس بين السياسيّين… ونموذج لو يُعمَّم
اعتدنا أن يتنافس السياسيّون في السجالات. كلامٌ عقيم في مواجهة كلامٍ عقيم، وبعض الناس يراقب السياسيّين ويموت همّاً.
في الآونة الأخيرة عرفنا نماذج مختلفة جدّاً. سياسيّون سارعوا الى تأمين فحوصات PCR مجانيّة في مناطق عدّة. بعضهم أمّن ماكينات أوكسيجين وأدوية يحتاجها المصابون بفيروس كورونا. مبادراتٌ جميلة تعوّض تقصير الدولة، أو عجزها.
آخر هذه المبادرات، المرتبطة أيضاً بالفيروس الذي حصد حتى الآن ٦٥٩٢ حالة وفاة، استيراد اللقاحات من أكثر من بلد.
بعض السياسيّين كان سبّاقاً في الاستيراد، ولكنّه اختار تلقيح نفسه والمحيطين به والعاملين معه. هذه مبادرة منقوصة.
البعض الآخر وعد منذ أشهر ووفى، بعد صعوباتٍ وعرقلة وروتين. النموذج الأبرز هنا كان النائب ميشال ضاهر الذي وضع اللقاحات في تصرّف العامّة، من دون انتقائيّة أو محسوبيّة أو زبائنيّة. اللقاح للجميع، إن تسجّلوا على المنصة.
وكما في بقاع ضاهر، كذلك في مناطق أخرى، مثل بشري مثلاً. نماذج يجب أن تُعمَّم، ومنافسة محبّبة ومرحّب بها، بدل منافسة السجالات التي لا تطعم جائعاً ولا تشفي مريضاً ولا تحمي أحداً منّا من عوارض الفيروس…
فليستورد، من يملك القدرة، اللقاحات. فليتنافس السياسيّون في هذا الملعب، بدل متاريس الكلام. البقاع يستحقّ ما مُنح له، وهو يعاني الكثير. تحيّة لمن اختار إضاءة شمعة بدل الوقوف في صفوف لاعني الظلام…
