اليكم ما يجب فعله او تجنبه بعد تلقي لقاح كورونا
ماذا يحدث مباشرة بعد تلقي اللقاح، وهل هناك فرق بين التطعيم والمناعة، والاهم هل يمكن للشخص بعد تلقي اللقاح بالجرعتين الاولى والثانية أن يمارس تفاصيل حياته اليومية المعتادة قبل الجائحة وكأنه أصبح بمأمن عن وباء إجتاح العالم أجمع وحصد ملايين الأرواح؟. اسئلة قد يغفل عنها كثيرون، بإنشغالهم بفرضيات التخوف مباشرة من تلقي اللقاح، وصولاً حد الرفض، ولكن ماذا عن هؤلاء الذين دخلوا في السباق مع التخلص من الفيروس، هل شغلهم البحث عن اجوبة، ترتبط بمصير حياة بعد تلقي اللقاح؟.
تجيب الدكتورة تمار كابكيان، وهي استاذة مشاركة في كلية العلوم الصحية بجامعة الـAUB، في حديث خاص لـ”لبنان 24″ عن كل هذه التساؤلات، مشيرة الى مجموعة من التوجيهات الصحية التي يجب إتباعها بالممارسة بعد تلقي لقاح كورونا.
بداية، تشير كابكيان الى مفهوم المناعة المجتمعية، والحاجة الى الوصول الى مناعة بنسبة تتخطى السبعين بالمئة، لمنع انتشار الفيروس، وصولاً الى المرحلة التي نتخطى فيها الوباء حينها. وتقول: “نحن في المرحلة الاولى للتلقيح، ونأمل أن تزيد اعداد الراغبين في تلقي اللقاح، لأننا ببساطة لا نريد مناعة على المستوى الشخصي بل المجتمعي ككل”.
بالنسبة الى هؤلاء الذين تلقوا اللقاح، في المبدأ، إن لم يلتزموا بالإجراءات الواجب إتباعها والتقيد بها فإنّ ذلك لن يؤدي الى النتيجة المرجوة، وبالتالي يجب الاستمرار بممارسة التباعد الاجتماعي وعدم الاختلاط وارتداء الكمامة والتعقيم المستمر وغسل اليدين.
تقول كابكيان: “بداية، نحن سوف نتلقى اللقاح على دفعتين، ما يعني أنّ الجسم قد لا يأخذ المناعة المطلوبة من الجرعة الاولى، أو أنّه قد لا يتقبل المناعة فوراً، ويحتاج الى الوقت، وذلك بإنتظار الجرعة الثانية التي تحضّر بشكل كافٍ للمناعة من أجل محاربة الفيروس. وهذا هو السبب الاول والاهم لاستمرار الشخص بممارسة حياته وكأن الفيروس قد يصيبه”.
وبحسب المعلومات الطبية فالجسم يحتاج الى اسبوعين او ثلاثة بعد تلقي الجرعة الثانية للوصول الى فعالية تصل الى حد التسعين بالمئة لمحاربة الفيروس، أي أنّ الجسم يحتاج الى وقت لتشكيل المناعة.
امّا السبب الثاني الذي يجبرنا على الاستمرار في اجراءات التباعد وارتداء الكمامة والى ما هنالك من طرق وقاية من الفيروس، فهو أنّه لا يوجد لقاح يؤمن مناعة مئة بالمئة.
وتتابع كابكيان: “لا يوجد لغاية الأن لقاح لكوفيد 19 يعطي مناعة مئة بالمئة، بالتالي هناك احتمالية وإن كانت ضئيلة جداً لأن نلتقط الفيورس، ولكن بمضاعفات جداً خفيفة وقد لا تؤدي الى المرض الفعلي. وهذا مستبعد جداً، ولكن في هذه الحالة علينا الانتباه لأنه لو التقطنا الفيروس من دون عوارض فإننا يمكن أن نعدي الآخرين وننقل لهم الفيروس من دون معرفة. وهنا الخطورة، بالتالي فإنّه لو كان هناك نسبة خطورة واحد بالمئة فيجب تجنبها”.
يُضاف الى ذلك حقيقة مهمة، وهي أنّه ليس بإمكان الجميع تلقي اللقاح، وبالتالي فإنّ من يتلقى اللقاح ولا يلتزم باجراءات الوقاية قد يؤدي الى أذية الاخرين، كالحوامل أو صغار السن أو الاشخاص الذين لا يستطيعون تلقي اللقاح لمعاناتهم من امراض محددة. وتتابع كابكيان: “حياتهم ليست بمأمن ولا حياة الاخرين، ومن الممكن بالفترة الاولى عند تلقي الجرعة الاولى من اللقاح أن يلتقط بعض الذين تلقوا اللقاح الفيروس، وينقلوه الى الآخرين. لذا على الجميع الانتباه وعدم مخالطة الاشخاص الكبار في السن من دون ارتداء الكمامة والحفاظ على التباعد الاجتماعي، لنصل الى مرحلة تؤمن فيها المناعة المجتمعية، وهذا يحتاج الى الكثير من الوقت”.