صحة

قطار اللقاح انطلق و”العين” على النتائج

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

رحلة الالف ميل لمحاربة “كورونا” بدأت من مستشفى نبيه بري الجامعي. البداية مع اللقاح مشجّعة، فهي تركت إنطباعات إيجابية عند الذين تلقّوه، فلا آثار جانبية سجّلت، ولا ردّات فعل عكسية، بل أكّد الذين خضعوا للقاح في مرحلته الاولى أنّه “السلاح الفتّاك” ولا بدّ منه لمحاربة “كورونا”.

دخل لقاح “فايزر” أرض المعركة بكل ثقله، وضع خريطة طريق فتّاكة للمحاربة، الركيزة الاولى تمحورت من خلال الجسم الطبّي، أو الجيش الأبيض، الذي كانت الانطلاقة معه في منطقة النبطية. وبحسب الأطباء، فإن اللقاح أهم سلاح حالي للمواجهة، لم يعد لدينا خيار آخر، فالاعداد الكبيرة في الإصابات والتي ترافقت مع إرتفاع لافت في اعداد الوفيات، وتحديداً بين صفوف الشباب، شجّعت الجميع لأخذه. وبحسب الطبيب علي قانصو “اللقاح ضمانة للجميع لنعود معاً الى الحياة”.

قرابة التاسعة والنصف صباحاً وصلت اللقاحات الى مستشفى نبيه بري الجامعي وسط تدابير أمنية مشدّدة، تمّ وضعها داخل برادات مخصّصة في القسم المجهّز للتلقيح والمقسّم الى عدة غرف لاستقبال الراغبين في تلقّي اللقاح. وتسلّمت ادارة المستشفى 360 لقاحاً سيجري تقسيمها على خمسة ايام، بحيث من المتوقّع أن يتمّ تلقيح حوالى الـ60 شخصاً معظمهم من الطواقم الطبّية لتحصين الجيش الأبيض ليكون قادراً على مواصلة درب محاربته للوباء بحسب ما أشار مدير عام المستشفى الدكتور حسن وزني الذي كان أول الذين تلقّوا اللقاح، لافتاً الى أنّ المستشفى سيكون في خدمة كل أبناء محافظة النبطية، وحثّ الجميع على التسجيل على المنصّة، مطمئناً الى أنّ لا داعي للخوف من ارتدادات اللقاح، ومشيراً الى أنّ “لدينا الفرصة اليوم لمحاربة الوباء والعودة للحياة”. وقال: “الحملة تنطلق اليوم من مستشفى نبيه بري الحكومي في النبطية وتستكمل تباعاً، وستكون بدايتها تلقيح الفرق الطبّية والتمريضية في محافظة النبطية، على أن تبدأ المرحلة الثانية مع المواطنين المسجّلين على منصّة وزارة الصحة، حيث سنتسلّم الاسماء بالتوالي”.

داخل القسم المعدّ للتلقيح، كان الجهاز الطبّي على أهبة الاستعداد، فالكلّ يستعدّ للمرحلة الجديدة من المواجهة، فاللقاح بات ضرورياً، وإن كانت الكمية المتوفرة لا تكفي الجهاز الطبّي، غير أنّ الأطباء كما الممرّضين الذين عاينوا عن كثب معاناة المصابين، ورأوا بأم العين رحيل شبّان بعمر الورد، شدّدوا على ضرورة التسجيل لتلقّي اللقاح، وهذا ما ركّز عليه الدكتور رائد رطيل الذي تلقّى اللقاح مؤكّداً أنه لم يشعر بأي ارتدادات سلبية، ولم يسجل آثاراً جانبية، واعتبر أنّ اللقاح الضمانة الوحيدة المتوفرة للقضاء على “كورونا” ولقاح “فايزر” من أهمّ اللقاحات المتوفرة حالياً”. أما الممرّض محمد فرأى أنه “آن الأوان لنحمي أحبتنا، لقد خسرنا الكثير بسبب “كورونا”، عشنا معهم معاناتهم وتأثرنا بوفاتهم”، وأردف بالقول”لا تدعوا الفرصة تذهب، بيدنا تحصين مجتمعنا من كوفيد 19، ومن غير الجائز التشكيك بخلاصنا”. بدوره، مستشار وزير الصحة العامة الدكتور رياض فضل الله قال: “علينا إستيعاب كل المشكلات الطارئة، ونعالج الثغرات الادارية والتعامل مع المواطنين، المهمة تاريخية، اليوم بدأنا مهمة محاصرة وابعاد هذا الفيروس ومخاطره عنا”، وزارة الصحة أعدّت خطة متكاملة لمواكبة عملية التلقيح، والوزير حمد حسن يواكب كل شاردة وواردة اضافة الى تواجده الميداني اليومي في كل المراكز والمستشفيات المعتمدة، نأمل في أن نوفر اللقاح لكل المواطنين خلال فترة زمنية مقبولة”.

إذاً، دخلنا عملياً في قلب المواجهة الإيجابية هذه المرة، و”العين” على نتائج اللقاح، فهل ستخفض الأعداد اليومية؟ من المؤكّد أنه في ظلّ ارتفاع الاعداد اليومية في قرى منطقة النبطية، وتسجيل أعداد مخيفة من الوفيات كان آخرها وفاة الشابة دجى حلال ابنة الـ٣٣ ربيعاً، وزوجان من بلدة حاروف، وغيرهم الكثير، بات منطقياً إعطاء اللقاح حظوظه للمحاربة، لأنه بحسب أحد الأطباء “ما بقى في خيار تاني”.

مقالات ذات صلة