صحة

بعد اللقاح: هل ستصابون بالكورونا؟

كتبت تالا غمراوي في “أساس ميديا”:

في حين ينتظر اللبنانيّون على أحرّ من الجمر بدء وصول الجرعات وإطلاق عملية التلقيح، كثُرت الأقاويل والشائعات حول فعالية اللقاح.
هل يقي اللقاح، بأنواعه المختلفة، من الإصابة بكورونا؟ أم أنه حُصنٌ أساسيّ في تخفيض احتمال الإصابة؟ أو أنّه يخفّف من العوارض في حال الإصابة؟
تساؤلات يطرحها المواطنون المتردّدون ببين أخذ اللقاح أو الامتناع عنه.

ماذا يقول الطب في ذلك؟

رئيس مركز أبحاث الامراض الجرثومية المعدية في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت البروفيسور غسان دبيْبو يوضح لـ”أساس” أنّ “احتمال الإصابة بعد أخذ اللقاح يعتمد على نوعية اللقاح، وعلى الفترة الزمنية بين الجرعة الأولى والثانية”. ويجزم مؤكداً أنّه “لا علاقة بطريقة أخذ اللقاح، لأنّه بعد تناول الجرعة الأولى لن تتكّون مناعة قبل أسبوعين إلى 3 أسابيع. وهي تحمي بنسبة 50 إلى 60%. ما يعني أنّها ليست مناعة كاملة. وهناك احتمال كبير لالتقاط العدوى خلال هذه الأسابيع. أما بعد تناول الجرعة الثانية فيحتاح الجسم بين 10 أيام إلى أسبوعين لتتكّون المناعة المكتملة، وذلك بالنسبة إلى لقاحات “فايزر” أو “موديرنا”، التي تصل فعاليتها إلى 95%. وخلال الفترة المحددة بعد تناول الجرعة الثانية يبقى أيضاً الشخص معرضاً لالتقاط العدوى بنسبة تتراوح بين 40 و50%”.

ودعا دبيْبو المواطنين إلى عدم الخوف لأنّ “أفضل اللقاحات ليست مثالية، فحتّى وإن كانت نسبة فعالية لقاحي “فايزر” و”موديرنا” أو أيّ لقاح آخر مرتفعة جداً، فهي ليست 100 %”. وتابع: “في الطب هناك دائماً حالات فشل خلال تجارب اللقاحات، مثال على ذلك لقاح الانفلونزا الذي يحمي بنسبة 60% وهناك 40% ممن يأخذون اللقاح يصابون بالأنفلونزا، لكن بعوارض خفيفة. كذلك الأمر بالنسبة إلى لقاح الحصبة، الذي تصل نسبة فعاليته إلى 90%، ولقاح أبو كعب نسبة الحماية والفعالية فيه 85%. وهذا يعني أنّ هناك بعض الأشخاص لا يتجاوبون مع اللقاحات”.

الباحثة في علم الوبائيات البروفيسورة باسكال سلامة، التي تجري دراسات عدّة حول كوفيد – 19 وحيثياته اللبنانية أكّدت لـ”أساس” أنّ “اللقاحات لا تؤدّي مفعولها بشكل فوري، لأنّ الجسم يحتاج إلى فترة حتّى يتمكن من تطوير مناعة بعد أخذ الجرعة الواحدة أو الجرعتين. والشخص الذي أخذ اللقاح ربما أصيب قبل فترة قصيرة من أخذه اللقاح، وقد تأتي نتيجة الفحص إيجابية”.

وتوضح سلامة أنّ “اللقاحات تحمي من المرض وليس من الإصابة، أيّ أنّ التطعيم لن يمنع الإصابة بالفيروس، لكن في حال الإصابة به، فإنّ أعراضه ستكون أخفّ بكثير مقارنة بالشخص الذي لم يجرِ تطعيمه. لذلك، فإنّ اللقاحات تعمل على خفض عدد المصابين الذين يحتاجون إلى دخول المستشفى بعد الإصابة. ولهذا السبب، لا ينال آخذو اللقاح امتيازاً يسمح لهم بالتوقف عن ارتداء الكمامة ومراعاة التباعد الاجتماعي، لأنّهم ليسوا في مأمن من الخطر”.

وكشفت سلامة عن دراسة كبيرة تجريها على صعيد وطني ومقسمة على مراحل بالتعاون مع وزارة الصحة والجامعة اللبنانية والمركز الوطني لجودة الغذاء والماء والدواء، بهدف مساعدة الوزارة وكل المعنيين بملفّ كورونا. وأعلنت أنّها ستكون بمثابة “داتا” للوزارة تساهم في اتخاذ القرارات الصائبة المبنية على دراسات أجريت على الشعب اللبناني”.

وتمنّت على الدولة أن تستطيع تلقيح أكبر عدد ممكن من اللبنانيين للوصول إلى “مناعة القطيع”. وهنا تبرز مشكلة المواطنين الذين يرفضون اللقاح لأسباب عديدة أبرزها الخوف، عدم الاقتناع، والانجرار خلف الشائعات.

وختمت سلامة منتقدةّ “تشكيل لجان لا تضم باحثين”، وتمنّت أن “يأخذوا برأينا أكثر، مع الإشارة إلى أنّ الاختصاصيين بعلوم الوبائيات والصحة العامة باستطاعتهم أن يروا المشكلة ليس فقط على صعيد المريض الواحد بل على صعيد المجتمع ككل. هؤلاء الاختصاصيون يستطيعون المساعدة في تجنيب البلد الكوارث”.

mtv

مقالات ذات صلة