صحة

إقتراح عملي لمكافحة كورونا بطريقة أسرع في لبنان

بدأت جائحة “كورونا” بالتفشي في لبنان قبل عام من اليوم، بينما يتزايد العبء في سياق الأزمة الإقتصاديّة الحادة.

أوقع الفيروس حتّى الآن أكثر من 280 ألف حالة و2375 وفاة، في حين أن المستشفيات ممتلئة، والوسائل غير متوفرة، وأخصائيي الرعاية الصحيّة يتذمّرون تحت وطأة الحالات الفائضة. لم تكن الحكومة اللبنانيّة قادرة على تنفيذ استراتيجيّة واضحة تأخذ في الإعتبار جوانب الكارثة، ما دفع البلاد إلى حلقة مفرغة من سلسلة لا نهاية لها من عمليّات الإغلاق وإعادة الفتح.

يعود نقيب الصيادلة السابق جورج صيلي، في حديث لموقع mtv، إلى ٢٠ كانون الأول ٢٠٢٠ “عندما بدأ الضوء في نهاية النفق يلمع، فتمّت الموافقة على عددٍ من اللقاحات ضد COVID-19 في مختلف أنحاء العالم، في محاولة لإنهاء الوباء، حيث لم تكشف الحكومة عن استراتيجيّتها لاستيراد اللقاحات وتوزيعها”، مضيفاً: “رغم تطوير المنصّات الإلكترونيّة لتسجيل الأفراد الراغبين في أخذ اللقاح، فإنّ العملية التي سيتمّ استخدامها ستكون بطيئة جداً للوصول إلى هدفها، أي جعل أكثر من 70% من السكان محصّنين في فترة مصاحبة للوصول إلى “مناعة القطيع “.

وإذ يشرح أنّه “يجري التخطيط للتوزيع في حوالي 30-40 مركزاً للتطعيم في مختلف أنحاء البلاد، ومن المتوقع أن تكون الأعداد اليوميّة للتلقيح داخل هذه المراكز منخفضة، أي إذا تمّ تطعيم 100 شخص يومياً لكلّ مركز، فسيحصل حوالي 3000 شخص على اللقاح شهرياً لكل مركز، أي حوالي 100000 شهرياً بشكل عام”، يرى أنّ “هذه الأرقام أقلّ بكثير من تلك اللازمة للوصول إلى مناعة القطيع”، مقترحاً أن “يساهم صيادلة المجتمع في تطعيم السكان، على غرار ما تمّ تطبيقه في الكثير من دول العالم، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا والأرجنتين وأستراليا، وعلى النحو الموصى به من قبل الاتحاد الدولي للصيدلة”.

ويُذكّز صيلي بأنّ “الصيادلة في لبنان شاركوا في تلقيح الأنفلونزا لسنوات، وكان نشاطهم ملحوظاً هذا العام حيث تجنّب عامة الناس الزيارات غير الضرورية للأطباء، بينما لا تزال الصيدليات المجتمعية مفتوحة على مصراعيها لأي مريض”، مردفاً: “وبناءً على حالة الطوارئ، وبالنظر إلى أن أكثر من 3000 صيدلية مجتمعية منتشرة في المناطق اللبنانية، يديرها متخصصون في الرعاية الصحية يتمتعون بالمعرفة والخبرة، نقترح أن يتم تسليم اللقاحات من خلال الصيادلة كجزء من الخدمات المجانية التي يقدمونها، على أن يُمنح الصيادلة إذناً خاصاً للقيام بإعطاء لقاحات الأنفلونزا وCOVID-19 بعد تدريب محدّد تقدّمه السلطات المختصّة”.

ويؤكّد نقيب الصيادلة السابق ما يقوله على أساس أنّه “إذا كانت اللقاحات التي لا تحتاج إلى لوجستيات خاصة للتخزين والتوزيع مستوردة ويسمح بتسليمها في الصيدليات المجتمعية، ومجهّزة بثلاجات مناسبة تُستخدم بالفعل لأدوية أخرى، وإذا حصل 20 مريضاً على لقاحهم من خلال صيدليّات المجتمع يوميّاً، عندها يحصل 2 مليون شخص على لقاحاتهم شهريّاً، وهو أسرع بمعدّل 20 مرة ممّا هو متوقع من خلال مراكز التطعيم المحدّدة”، آملاً أن “يسمح لنا هذا الاقتراح بالتغلّب على الفيروس في هذه الأوقات الصعبة”.

mtv

مقالات ذات صلة