احذروا النّوم المتقطّع… هكذا يؤثّر على صحّتكم!
تختلف مظاهر ومشكلات الشيخوخة من شخص لآخر إلى حد كبير، حيث يعاني بعض الأشخاص من تغيرات أكثر حدة في المادة الرمادية والبيضاء في دماغهم، والتي يمكن أن تؤدي إلى التدهور المعرفي، بينما يمكن أن يكون لدى البعض الآخر تغييرات أكثر اعتدالًا أو لا يحدث أي تغيير على الإطلاق. وتعتبر اضطرابات النوم عامل خطر مهما للخرف ويمكن أن يساهم في هذه التغييرات، لكن الدراسات السابقة قدمت نتائج غير متسقة، وفقًا لما نشره موقع Psypost.
ففي دراسة حديثة، نُشرت في دورية Neurobiology of Aging، استخدم الباحثون تقنيات تصوير متعددة لاستكشاف كيفية ارتباط الدماغ بالشيخوخة ومشاكل النوم. وتوصلوا إلى أن نوعية النوم السيئة والنوم المتقطع مرتبطان بتسارع شيخوخة الدماغ، مما يسلط الضوء على أهمية معالجة مشاكل النوم للحفاظ على صحة الدماغ لدى كبار السن.
ضمت الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعتي نوتنغهام وبرمنغهام بالمملكة المتحدة، خمسين متطوعًا أكبر سناً بصحة جيدة، تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر. خضع المشاركون لتقييم شامل لقياسات النوم لمدة أسبوعين باستخدام الرسوم البيانية والأجهزة التي يتم ارتداؤها على المعصم لمراقبة أنماط النوم والاستيقاظ وتقييم جودة نومهم ذاتيًا قبل الخضوع لجلسة التصوير بالرنين المغناطيسي.
باستخدام طريقة تسمى تحليل المكون المستقل المرتبط لتحليل البيانات المعقدة من الدماغ، اكتشف الباحثون أنه مع التقدم في العمر ومعاناتهم من مشاكل النوم مثل سوء نوعية النوم أو النوم المجزأ، يكون هناك انخفاض في المادة الرمادية والبنية المجهرية للمادة البيضاء، مما يسلط الضوء على التأثير المحتمل لاضطرابات النوم على شيخوخة الدماغ.
كما أنه من خلال تطبيق تقنية لتقدير الفرق بين العمر الزمني للشخص وعمر الدماغ بناءً على بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي، توصل الباحثون إلى ارتباط مهم بين نوعية النوم السيئة وتسارع شيخوخة الدماغ، مما يعني أن الدماغ بدا أكبر سنًا بحوالي عامين من عمره الفعلي.
تسلط النتائج الضوء على أهمية النظر في آثار مشاكل النوم على صحة الدماغ مع التقدم في العمر. من خلال تحسين جودة النوم ومعالجة اضطرابات النوم، يمكن أن يكون هناك إمكانية للتخفيف من مخاطر التدهور المعرفي والحفاظ على أدمغة أكثر صحة في السنوات اللاحقة.
وتمثل نتائج الدراسة، التي تحمل عنوان “العلاقة بين عدم كفاية النوم وتسارع شيخوخة الدماغ”، خطوة مهمة إلى الأمام في فهم العلاقة بين مشاكل النوم وشيخوخة الدماغ، مما يسلط الضوء على التأثير المحتمل لمعالجة مشاكل النوم للحفاظ على صحة الدماغ لدى كبار السن.
وخلص الباحثون إلى أنه “مع الأخذ في الاعتبار الأدلة الحديثة على أن انحراف بضع سنوات عن شيخوخة الدماغ المعيارية هي إحدى السمات المميزة للخرف، فإنه من المرجح أن مشاكل النوم لدى كبار السن الأصحاء يجب اعتبارها عامل خطر قابل للتعديل للإصابة بالخرف”.
فيما تشير النتائج التي تم التوصل إليها أيضًا إلى قابلية التدخل السلوكي لمكافحة آثار النوم غير الكافي على الدماغ المتقدم في السن.