سلطت الوفاة المفاجأة للفنان المصري مصطفى درويش الضوء على المشكلات الصحية التي يمكن أن يسببها الأرق وقلة النوم، والتي تهدد صحة ونوعية الحياة وباتت تعد أحد “أكبر أزمات العصر الحديث” في العالم.
وتوفي درويش، الاثنين، عن عمر ناهز 43 عاما، وأشارت تقارير محلية إلى أن الوفاة المفاجئة كانت نتيجة سكتة قلبية، فيما أفادت تقارير أخرى أن الوفاة ناجمة عن توقف عضلة القلب.
وقبل وفاته بساعات كان الفنان المصري قد كتب في منشور على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أنه عانى من الأرق وعدم النوم، وفقا لموقع “مصراوي”.
هل يمكن أن يؤدي الأرق للوفاة؟
تقول منظمة “جمعية النوم العالمية” ومقرها الولايات المتحدة إن مشكلات النوم تشكل وباء عالميا يهدد صحة ونوعية الحياة لما يصل إلى 45 في المئة من سكان العالم.
وتختلف مدة النوم الكافية من شخص لآخر، ولكن يحتاج أغلب البالغين سبع إلى ثماني ساعات في الليلة، وفقا لخبراء.
يشير موقع “مايو كلينك” الطبي إلى أن “الكثير من البالغين يعانون في بعض الأوقات من أرقا حادا قصير المدى، وهو ما يستمر لأيام أو أسابيع، ولكن البعض يمكن أن يعاني أرقا مزمنا طويل المدى يستمر لشهر أو أكثر”.
ويؤكد استشاري طب الأعصاب قاسم عبد الزهرة إنه “بشكل عام يعد الأرق أو قلة النوم من أكبر مشكلات العصر الحديث، وهو حالة مرضية يمكن أن تؤدي لمشاكل صحية عدة، تقود بعضها، في حالات نادرة، للوفاة “.
ويبين عبد الزهرة لموقع “الحرة” أن التطور التكنولوجي السريع الذي شهده العالم خلال السنوات العشر الماضية، وخاصة ما يتعلق بالهواتف النقالة ووسائل التواصل الاجتماعي، يعد أحد أهم العوامل التي تؤدي لقلة النوم أو الأرق”.
بالإضافة لذلك، يشير عبد الزهرة إلى أن “الضغوط النفسية والمشكلات الاقتصادية”، باعتبارهما أيضا من المسببات الرئيسية لقلة النوم”.
يمكن أن تؤثر قلة النوم على الجهاز المناعي للإنسان، إذ توضح الدراسات أن من لا ينامون جيدا أو لا ينامون بما يكفي، يكونون أكثر ميلا للإصابة بالمرض عند تعرضهم للفيروسات.
أثناء النوم، يطلق الجهاز المناعي بروتينات تُسمى “السايتوكينات”، بعضها يساعد في تعزيز المناعة، حيث يمكن أن يؤدي الحرمان من النوم إلى انخفاض إنتاج هذه المادة.
بالتالي يرى المختصون أن الجسم يحتاج للنوم ليقاوم الأمراض المعدية. كما أن قلة النوم لمدة طويلة تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسمنة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.
في حال أردنا التخلص من الأرق ينصح عبد الزهرة “بتناول أطعمة صحية وتجنب المنبهات والنيكوتين قبل أربع لثمان ساعات من وقت الذهاب للفراش”.
وكذلك يؤكد أهمية “ممارسة الرياضة بشكل عام، لكن بشرط ألا تكون قبل فترة وجيزة من وقت النوم”.
“ومن الآليات التي ينصح بها تقليل الإضاءة الواصلة للعين قبل فترة مناسبة من الخلود للفراش، لأن مركز الغدة الصنوبرية في الدماغ يفرز مادة الميلاتونين المسؤولة عن النوم، والإضاءة القوية تمنعه من ذلك”، وفقا لعبد الزهرة.
في حال لم تنجح هذه الخطوات واستمر الأرق أو قلة النوم لفترة طويلة تتجاوز الأسبوع مثلا، يشدد عبد الزهرة على ضرورة استشارة الطبيب فورا.
ويشير إلى أن إهمال هذه الاضطرابات “يسبب مشكلات صحية خطيرة،، من بينها الاكتئاب وزيادة نسبة الإصابة بأمراض القلب، التي بدورها يمكن أن تؤدي لتلف الدماغ، والوفاة المفاجأة”.