إن خيبة الأمل واحدة من أكثر المشاعر شيوعا لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الخصوبة؛ بسبب دورة من انهيار الأمل والانتظار تتكرر شهريا لأمر لا يُعرف متى سيحدث، أو إذا كان سيحدث أو لا.
يشعر الزوجان غالبا بالعزلة، بسبب الضغوط الاجتماعية التي توجع القلب، كرؤية الأزواج الآخرين مع أطفالهم، أو احتفال البعض بأخبار الحمل على وسائل التواصل الاجتماعي.
تقول الأستاذة المساعدة في مركز الخصوبة بجامعة كولومبيا جينا توروسي إن أول خطوة في مشوار البحث عن علاج للعقم هي إدراك الزوجين أنه مرض، وأن النظر إليه على هذا النحو يمكن أن يقلل الضغط الذي تضعه المشكلة على علاقتهما، وإن كان الأمر لا ينطبق على كل زوجين يواجهان العقم بالدرجة نفسها، لكن المؤكد أنها تجربة لا تخلو من معاناة.
حلول واجبة
يخبرنا جون سمرز (المُسعف الأسترالي، ومؤلف كتاب “دليل الرجل عن العقم”، بمشاركة زوجته لورا) أن “العقم يؤثر على الرجال عاطفيا وجسديا، بالإضافة إلى تأثيره الكبير على حياة الرجال والنساء معا”، وهو ما قد يجعل الأزواج غير متأكدين من كيفية دعم بعضهم البعض، تحت ضغط المشاعر التي قد تأخذ شكل الصراع “بسبب القلق أو الاكتئاب الناتج عن المعاناة من العقم، أو عما قد تسببه بعض علاجات الخصوبة من تغيرات هرمونية وتقلبات مزاجية”.
ولأن التجربة قد تكون مؤلمة، وكلا الزوجين يحتاجان إلى الدعم نفسه؛ قدم الخبراء عبر موقع “فاذرلي” (Fatherly) بعض الحلول التي يجب أخذها في الاعتبار، لتقليل الإحساس العميق بالإحباط المصاحب لتأخر الإنجاب.
التركيز على الاعتناء بالنفس
لاحظت اختصاصية علاج العقم ديبورا سيمونز أن العديد من مرضاها الرجال تكون مشاعرهم حول العقم أعمق مما نتصوره، فهم يشعرون بالخجل والإحراج لأنهم لا يستطيعون الإنجاب، وتوريث اسم عائلتهم. ورغم أن الرجل يكون الأكثر صدمة وشعورا بالذنب، عندما يتم تشخيصه بالعقم، فإنه لا يفكر في الاعتناء بنفسه بقدر ما يهتم بدعم زوجته.
كذلك، نجد الأطباء يركزون أكثر على الزوجة، لأنها التي قد تحمل أو تتعرض للإجهاض، أما الأزواج فيُنظر إليهم غالبا على أن دورهم قاصر على تقديم الدعم فقط.
تقول سيمونز “أسأل الرجل دائما عن أخبار دعمه لزوجته، وبعد أن يخبرني، أسأله: وأنت من يدعمك؟ فتنهمر الدموع من عينيه، ويقول: لا أحد”.
لذا، كما يقول الطبيب النفساني المتخصص في علاج العقم ويليام دي بيتوك إنه من المهم أن يعتني الرجل بنفسه، ليُجيد الاعتناء بزوجته، وأن يشمل اعتناؤه بنفسه “تأسيس نظام دعم خارجي، من صديق أو فرد من العائلة أو مُعالج، أو بعض المصابين بالعقم”.
كما شدد أخصائي الخصوبة والغدد الصماء مايكل غوارناشيا على أنه “يجب على الأزواج دعم بعضهم البعض بكل الطرق الممكنة، والتأكد من حصولهم على الدعم الفردي الذي يحتاجون إليه”.
إظهار التأثر مع احترام الخصوصية
يُحب الرجال أن يكونوا أقوياء، لا يُظهرون ضعفهم أو تأثرهم، لكنهم في الوقت ذاته يكرهون الشعور بالعجز أمام المرأة، مما يدفعهم لاقتحام مشكلة ما، لمحاولة حلها دون أن يُطلب منهم ذلك، ودون إدراك “أن المرأة في كثير من الأحيان تريد فقط أن يكون الزوج قريبا منها، من دون أن يفعل شيئا لجعلها تشعر بالتحسن.
كما سيكون من المفيد أن تسمع الزوجة شيئا مثل “يؤلمني أن أراكِ مجروحة، فأنا أحبك”، أو “ستكونين أفضل، سأظل بجوارك ولن أذهب لأي مكان، وسنتجاوز هذا معا”.
ولأن علاج الخصوبة يكون غالبا مرهقا بدنيا ونفسيا، تنصح كينان “أن يظل الزوج حاضرا، يشارك الزوجة مشاعرها، دون أن يتدخل محاولا فعل شيء لم يُطلب منه فعله”.
التعاطف وتجنب إلقاء اللوم أو الاتهامات
ومن المهم ألا يأخذ الرجل الأمر على محمل شخصي، وأن يتحلى بسعة الصدر، ويُظهر التعاطف عند تعبير المرأة عن مشاعر سلبية من قبيل “أنت لا تهتم”، رغم أنه يفعل.
وعلى المرأة تجنب إلقاء اللوم أو الاتهامات عند الحديث عن مشكلات الخصوبة، وأن تتذكر أنهما شركاء في هدف الحمل والإنجاب، الذي يبذل كل منهما قصارى جهده لتحقيقه.
عدم السماح لمشكلة الخصوبة بابتلاع الوقت
تقول جينا توروسي “إن من المفيد قضاء الوقت في مناقشة مدى السير قُدُما في مشكلة الخصوبة، لكن مع تحديد وقت للتركيز على أشياء أخرى، مثل تناول وجبة لذيذة في متنزه أو شاطئ، من دون التطرق لموضوع الخصوبة”.
تجاوز الحديث عن العقم
وأخيرا، يجب تجاوز الحديث عن العقم بعض الوقت “واتخاذ خطوات للاعتناء بنفسك وبزوجتك بقدر ما تستطيع، من خلال تخصيص بعض الوقت لإدارة صحتك، وأموالك، وعلاقاتك، وتقليل مستوى التوتر لديك.”الجزيرة”