صحةمباشر

“التوحّد”… مقاربات جديدة لتشخيصه

MessengerA+A-
نجح باحثون في أميركا بتطوير نماذج تعلم آلي (machine learning models) للتنبؤ باحتمالية تشخيص الأطفال بالتوحد.

وأجرى الدراسة باحثون من مجموعة بين ستيت البحثية (Penn State research team) في ولاية بنسلفانيا، ونُشرت في مجلة بي إم جيه هيلث آند كير إنفورماتكس (BMJ Health & Care Informatics)، ونقله موقع يوريك أليرت (EurekAlert).

وقد تساعد هذه المقاربة الأطباء في تشخيص المرض، كما قد يكون من الملائم دمجها مع الطرق التقليدية في تشخيص التوحد.

ازدياد حالات التوحد وأهمية التشخيص المبكر اضطراب طيف التوحد يبدأ مع المصاب منذ الولادة ويظهر خلال السنوات الـ3 الأولى ويستمر طوال العمر ويُعرف بأنه قصور عصبي ونقص نمو معقد. 19.02.2022

بناء النماذج

وطوّر الباحثون نموذجا يعمل على ربط مئات من المتغيرات السريرية المتوافرة عن الطفل، بما في ذلك زيارات الطبيب والخدمات الطبية المقدمة له في الحالات التي قد تبدو غير مرتبطة بالتوحد.

و استخدم الباحثون البيانات المتوافرة لدى شركات التأمين لبناء النماذج الخاصة بهم، وأدخلوا البيانات المتوافرة في أنظمة تعلم آلية عدة لتدريبها على تقييم المتغيرات وإيجاد العلاقات التي قد تزيد من احتمالية الإصابة باضطرابات طيف التوحد.

يقول الدكتور كوشي شن الأستاذ المساعد في كلية الهندسة بجامعة بين ستيت (Penn State University) المشارك في الدراسة، إن المعلومات لدى شركات التأمين عن المرضى متوافرة بشكل كبير، وعند استخدامها فإنها تعطي معلومات شاملة عن التاريخ المرضي للأشخاص.

ويضيف الدكتور كوشي شن أنه وفقاً للأبحاث المنشورة سابقاً، فإن التاريخ المرضي للأطفال الذين يتم تشخيصهم بطيف التوحد قد يتضمن حالات مرضية مميزة، تشمل أنواعا معينة من العدوى أو نوبات الصرع أو اضطرابات الجهاز الهضمي وبعض السلوكيات المميزة.

احتساب احتمالية الإصابة بالتوحد
هذه الحالات لا تتسبب في حدوث التوحد، لكنها قد تكون من السمات المتجلية بين الأطفال المصابين به، وهو ما ألهم الباحثين لجمع بيانات المرضى ومحاولة ربطها واستخدامها للتنبؤ واحتساب احتمالية الإصابة بالتوحد.

يعلق الدكتور جودونج لو المتخصص في الصحة النفسية والسلوكية في كلية الطب بجامعة بين ستيت، المؤلف المشارك في الدراسة، أن الطبيب يحتاج لأخذ عدة ملاحظات وزيارات لتشخيص الطفل، وهو ما يتطلب وقتا، وقد يتسبب بخسارة الطفل للتدخل الطبي المبكر الذي يمنحه فرصة تحقيق أفضل استجابة.

يقول الدكتور شن إن النموذج الذي قاموا ببنائه يجمع العوامل التي تزيد من احتمالية إصابة الطفل بالتوحد، ويعطي نسبة لهذه الاحتمالية.

هذه التنبؤات تكون قريبة جدا وربما أفضل من التنبؤات التي تعطيها الأدوات التقليدية المستخدمة في تشخيص المرض. ويعتقد الدكتور شن أن الجمع بين أدوات التشخيص التقليدية وهذه النماذج قد يشكل منهجا واعدا لمساعدة الأطباء في التشخيص.

من جهته، يضيف الدكتور لو أنه من العملي والممكن دمج الطرق التقليدية في التشخيص مع هذه النماذج.

ما التوحد؟
ووفق منظمة الصحة العالمية، فإن “اضطرابات طيف التوحد هي مجموعة من الاعتلالات المتنوعة التي تتصف ببعض الصعوبات في التفاعل الاجتماعي والتواصل. ولهذه الاعتلالات سمات أخرى تتمثل في أنماط لا نموذجية من الأنشطة والسلوكيات، مثل صعوبة الانتقال من نشاط إلى آخر والاستغراق في التفاصيل وردود الفعل غير الاعتيادية على الأحاسيس”.

وتضيف أنه “تتباين قدرات المصابين بالتوحد واحتياجاتهم، ويمكن أن تتطور مع مرور الوقت. فقد يتمكن بعض المصابين بالتوحد من التمتع بحياة مستقلة، غير أن بعضهم الآخر يعاني من إعاقات وخيمة ويحتاج إلى الرعاية والدعم مدى الحياة. وغالبا ما يؤثر التوحد في التعليم وفرص العمل. وإضافة إلى ذلك، قد يزداد عبء تقديم الرعاية والدعم الملقى على الأسر. والسلوكيات المجتمعية ومستويات الدعم المقدم من الهيئات المحلية والوطنية هي عوامل مهمة تحدد جودة حياة المصابين بالتوحد”.

علما بأن حوالي طفل من كل 100 طفل، يعاني من التوحد. “الجزيرة”

مقالات ذات صلة