هل يجب أن نخاف من “جدري القرود”؟
جاء في “أخبار اليوم”:
على الرغم من الازمات التي يعاني منها لبنان، الا ان الهم الصحي يبقى متقدما نظرا لتداعيات الواقع الاقتصادي والمالي على القطاعات الطبية والاستشفائية.
وبعدما ذاق اللبنانيون الأمرين نتيجة تفشي وباء كورونا، اليوم هل من داعٍ للقلق، لا سيما وانه لم تتخذ اي اجراءات وقائية وحتى لم يعلن عن اي ارشادات.
وهنا، اشار رئيس التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني وممثل الرابطة الطبية الاوروبية الشرق اوسطية الدولية في لبنان البروفسور رائف رضا الى أن عدد الاصابات بفيروس جدري القرود monkeypox virus في العالم بلغت 17753 لتاريخه وقد انتشر في 74 دولة بعدما كانت منذ شهر تحديدا 3000 حالة في خمسين دولة.
وقال رضا، عبر وكالة “أخبار اليوم” تبين أن أكثر من 80% من المصابين في أوروبا هم مثليي الجنس وتحديدا من الرجال، معتبرا ان هذا التسارع في الأرقام المخيف دفع منظمة الصحة العالمية لإعلانه حاله طوارىء طبية عالمية “رقم واحد” نتيجة لارتفاع الاصابات في فترة زمنية قصيرة، وطلبت من كل الدول التصريح عنه إجباريا عبر وزاره الصحة.
وهنا اسف رضا الى إن القرارات في أغلب الدول هي افرادية، مبديا خشيته، بالنسبة الى لبنان، من ان تكون ارقام الحالات التي صرحت عنها وزارة الصحة لا تعكس حقيقة الواقع نتيجة الفلتان الحاصل في البلد، مذكرا ان فتح المطار زاد حالات الاصابة بكورونا بسبب عدم الدقة في فحوص الـ PCR، وبالتالي صرحت وزارة الصحة عن وجود 4 حالات جدري القرود و20 حالة مشتبه بها ما يدفعنا الى التساؤل عن دقة هذا الرقم، وهل من بين المصابين مثلي الجنس (انطلاقا مما تشير اليه الاحصاءات العالمية) وهل كل المختبرات قادره على تشخيص الاصابات؟…
واضاف الدكتور رضا سائلا: هل تتبع الحالات دقيق خاصة مع ارتفاع عدد السياح، مع العلم ان الاصابات في الدول العربية اتت بأكثريتها من اوروبا واميركا.
وذكر رضا ان الظهور الاول لجدري القرود كان في افريقيا، في عام 1958 في الغابات المطرية الافريقية عند القرود وفي عام 1970 تم الكشف عن اول حالة يصاب بها الانسان. وفي العام 1997 ظهر الفيروس في الكونغو ثم السودان و في 2003 في أميركا، وعام 2017 في نيجيريا، واختفى منذ ذلك الحين ليعود الى الواجه مجددا في 2022.
وردا على سؤال، اوضح رضا ان فترة الحضانة لجدري القرود تمتد من ستة ايام الى ثلاثة اسابيع، مشيرا الى امكانية انتقاله من الحيوان، وخاصه القوارض ومنها السنجاب أو النسناس، إلى الإنسان لا سيما في حال حدوث خدش او جرح أو لعاب من الحيوان. وكذلك ينتقل من الإنسان إلى الانسان عبر استعمال اغراض للشخص المصاب أو النوم على سريره أو رذاذ التنفس أو اللعاب أو الدم ام العلاقة الجنسية مع شخص مصاب …
ولفت الى ان أكثر الأشخاص عرضة للاصابة هم الذين لديهم مناعة خفيفة كالاطفال ومرضى الأمراض المزمنة والمرأة الحامل، ويزداد بنسبة عالية- طبق الاحصائيات- عند مثليي الجنس من الرجال بنسبه تتخطى 80% وتشخيصها مخبريا عبرPCR .
اما عن العوارض، حددها رضا بالاتي: حمى، صداع شديد، تورم الغدد اللمفاوية، وأوجاع في العضلات وتعب، ثم بعد ثلاثه ايام من الحمى يظهر الطفح الجلدي يبدأ من الوجه وينزل تدريجيا حتى أخمص القدمين، وذلك على شكل حويصلات مائية وبثور تنبعث منها رائحة كريهة في حال التقرح. وتختفي هذه لاحقا بعد أكثر من أسبوعين ربما دون آثار وعوراض خطيرة!
وبالنسبة الى اللقاح، تحدث عن فائدة كبيرة للقاح المتوفر حاليا ويحمي بنسبة تصل الى 85% ، مشيرا الى ان تصنيعه محصور بشركة دنماركية واحدة، مشيرا الى ان هذا الفيروس معروف تاريخيا وبالتالي يمكن احتواؤه والسيطرة عليه سريعا على عكس كورونا الذي ظهر حديثا في العام 2019.
على صعيد آخر، ختم رضا : من حقنا أن نسأل منظمة الصحة العالمية هل هناك تصنيع بيولوجي لفيروس جدري القرود كما أن هنالك شكوك حول كورونا كمقدمة لحرب بيولوجية نسمع عنها بين الحين والآخر، وقد تكون اخطر من الحروب العسكرية؟!
وفي هذا السياق، أمل رضا ابعاد السياسة عن المنظمات الصحية الدولية وقول الحقيقه، مشددا على اهمية الشفافية .