تأتي اللحظات الحاسمة للعام الدراسي، وهي موعد إطلاق نتائج الامتحانات في نهاية العام الدراسي، والتي تُشكّل أوقات محورية وفارقة لدي الوالدين في طريقة معاملة أبنائهم بالفترات التالية مُباشرة لظهور النتائج.
وفي حالة جاءت الدرجات الدراسية غير مُرضية للأهل يمر الطفل حينها بمرحلتين الأولى أن تُقابل نتائج العام الدراسي بطريقة تحفيزية من الأهل للأبناء لتشجيعهم على أداء أفضل في المستقبل أو حرمانهم من الاستمتاع بالإجازة كعقوبة سواء كانت النتائج لأسباب إرادية ونتيجة الأهمال الدراسي أو خارجة عن إرادة الطفل.
لكن ماذا تعتقد بشأن الطريقتين في التعامل مع الدرجات التي لم ترضي الأباء، وأيهما الأنسب للطفل!، وحتى لا تحتار كثيرًا وتستغرق الوقت في التفكير، إليك الطرق السليمة التي ينبغي من خلالها التعامل مع تراجع النتائج الدراسية، وعلى رأسها وهي النصيحة الأولى بأنه عليك ألا تغضب، لأنه في بعض الأحيان يكون رد الفعل الأولي للوالد هو الغضب الذي يصل إلى درجات شديدة من الانفعال والعنف على الطفل.
وهنا توجه مجلة «parentcircle» المتخصصة في تربية الأطفال إلى أنه لا يمكنك تغيير ما حدث بالفعل، وهي الدرجات المتراجعة أو الرسوب في الاختبارات النهائية للعام الدراسي، وتؤكد المجلة على أنه من المهم المضي قدمًا بدعم إيجابي وبنذاء، مشيرة إلى أنه يمكنك التعبير عن عدم قبول التقدير، ولكن بدلًا من إلقاء محاضرة لهم، ناقش كيف سيتحسنون في المرة القادمة، إذ يمكن أن يؤدي السخرية والطريقة القاسية إلى ارتفاع مستويات التوتر أثناء الاختبارات المستقبلية.
وأوضحت المجلة أنه يمكن أن يؤدي هذا بعد ذلك إلى ضعف أداء طفلك لأن اختبار الإجهاد يمكن أن يخلق مشاكل في تذكر المعلومات وحل المشكلات، في المقابل، ذكرهم دائمًا «إن الأفضل ليس في الفشل مطلقًا، ولكن في النهوض في كل مرة نفشل فيها».
على الجانب الثاني، لا تحاول مقارنتهم بالطلاب أو الأطفال الآخرين، قد تعتقد أن تأثير مقارنتهم بالطلاب الناجحين في العائلة أو المدرسة أو حتى بأخيه أو أخته، لكن هذا لا يجب القيام به، حيث يختلف كل طفل عن الآخر ويظهر نقاط قوته وضعفه بطرق مختلفة، مقارنتهم بالأطفال الآخرين سوف يزعجهم أكثر ويجعلهم يفقدون الثقة في أنفسهم.
وعوّدهم على التفكير بطريقة «لنحاول مرة أخرى»، ذكّر طفلك أن إبقاء رأسه مرفوعًا أمرًا مهمًا وأن المحاولة مرة أخرى ستجعله أقوى، وعليك أن تفكر: «هل كان النهج الذي كانوا يستخدمونه لا يناسبهم؟» و«هل هناك طريقة أخرى يمكنني المساعدة بها؟» و«إذا كان طفلك لديه مدرس خاص ربما تناقش مع الشخص المسؤول الأساليب المختلفة للتجربة»، كذلك عليك مساعدة أبنائك على تطوير عاداتهم الدراسية.
ربما لا يعمل أسلوب الدراسة أو الروتين الذي يستخدمه طفلك بطريقة تناسب قدراتهم العقلية، أو ربما يدرسون كثيرًا، كما تأكد من أن طفلك يوازن بين المدرسة والترفيه ووقت الأسرة. ومن المهم بالنسبة لهم أن يتعلموا، ولكن من المهم أيضًا أن يذهبوا ويلعبوا لتفريغ طاقتهم، لأنه بعد الجلوس في فصل دراسي طوال اليوم لساعات، يعد وقت الاسترخاء أمرًا بالغ الأهمية في نهاية يومهم الدراسي.
كما تأكد من أن طفلك يتناول وجبة خفيفة قبل أداء الواجب المنزلي أو الدراسة لأن الطعام يساعد في تغذية الدماغ. أخيرًا، قم بتنفيذ جدول حيث تعد الجداول الزمنية والإجراءات الروتينية مهمة لأن الروتين يمنح الأطفال إحساسًا بالأمان، ويساعدهم على تطوير الانضباط الذاتي، ثم لابد من أن تتبع تقدمهم في المرة القادمة، وأعطهم نصائح حول كيفية نجاحهم في المرات المقبلة، فيما يخص نقاط الضعف، وأخيرًا دعهم يتحملون نتائج الأخطاء.
وتوضح المجلة أن بعض الآباء طالما يرغبون في تدليل أبنائهم عندما يجدوهم منزعجين، ولكن من المهم إخبارهم أين نقاط الخطأ وليس توجيه اللوم والتأكيد على أنهم يمكنهم إصلاح الأخطاء. وعلّم طفلك أن الفشل من وقت لآخر هو جزء طبيعي من الحياة، ويمكن أن يساعده على تطوير مهارات مهمة، ويعد تلقي درجة اختبار سيئة بمثابة دعوة للاستيقاظ لطفلك وتعلم التعامل مع هذا الفشل بشكل مناسب كما يساعد طفلك على القيام بعمل أفضل في المرة القادمة.