عدّاد “كورونا” إلى 40 ألفاً: لبنان في حالة حرجة!
جاء في “الأخبار”:
قضى اليومان الماضيان على أي أملٍ يمكن التعويل عليه في مواجهة فيروس كورونا. المعركة تتجه يوماً بعد آخر نحو خسارة البلاد، مع الزيادة الجنونية في عدد الإصابات كما الضحايا، والتي بلغت خلال اليومين الماضيين ذروة قاتلة مع تسجيل 3684 إصابة (1751 أمس و1933 أول من أمس) و23 ضحية دفعة واحدة، رفعت عداد الضحايا إلى 625.
رسمياً، بات لبنان في دائرة الخطر مع وصول العداد الإجمالي إلى 40 ألفاً ومع الزيادة المطّردة في أعداد الحالات الحرجة التي وصلت إلى 270 حالة بزيادة 25 حالة عما كانت عليه أول من أمس. ووفق المصادر الطبية، يعدّ هذا المؤشر الثاني بعد مؤشر الوفيات لتقدير المسار الذي يسلكه الفيروس في البلاد، من دون أن يعني ذلك استثناء مؤشرات أخرى لها الأهمية نفسها، ومنها معدل الحدوث لكل 100 ألف نسمة، والذي بلغ 373 حالة خلال فترة الأسبوعين المنصرمين، وهو معدل خطر جداً على ما يقول وزير الصحة العامة حمد حسن، ونسبة إيجابية الفحوص التي تخطت الـ 12%. وهي نسبة تضع لبنان في المرتبة الثانية في العالم من حيث نسبة الإصابات.
ماذا تعني تلك المؤشرات؟ بحسب رئيس لجنة الصحة النيابية، عاصم عراجي، لم يعد ثمة مجال للتفاؤل بعدما بات «الوضع الصحي حرجاً». وما يزيد الطين بلة اليوم أن البلاد تدخل موجة ثانية من تفشي الوباء «وليس هناك من أسرّة عناية متاحة»، هذا ما قاله ـ حرفياً ـ الوزير حسن… مع نأي المستشفيات الخاصة إلى الآن عن المواجهة.
وهذا ما يتطلب تدخلات فورية صارت هي الخرطوشة الأخيرة في مواجهة الموت الذي تستعدّ له البلاد مع بداية فصل الشتاء. ويأتي على رأس تلك التدخلات «الزيادة العاجلة في أعداد أسرّة العناية الفائقة وفتح أقسام لمرضى كورونا بأسرع وقت في جميع المستشفيات الحكومية والخاصة، على حدٍ سواء»، على ما يقول عراجي.
تأتي هذه التدخلات، وفق عراجي، في سلّم الأولويات اليوم، وإن كان لا يستبعد إمكانية العمل، بالتوازي، على اتخاذ قرارات أخرى «مصيرية»، ومنها الإقفال العام لمدة تكفي لمحاصرة الفيروس. إلا أن هذا الخيار لا يزال مثار جدلٍ، وخصوصاً في ظل الواقع الاقتصادي الذي تعيشه البلاد من جهة، وفي ظل استحالة تحقيق الهدف كما هو مرسوم إذا ما استمر التعاطي المجتمعي مع فيروس كورونا، كما هي الحال اليوم. ورأى عراجي أن هذا الخيار «ضروري، لكنه لن يأتي بالنتيجة المطلوبة من دون تطبيق الإجراءات الوقائية والالتزام الكامل والشامل من الجهات والقطاعات كافة».
لم تعد ثمة خيارات أخرى متاحة، فإما التجهّز وإما «فلنستعدّ للأسوأ»، يقول عراجي، وخصوصاً إذا ما أخذ بالحسبان أن «لقاح كورونا لن يصل إلى لبنان قبل منتصف العام المقبل، وذلك بعد التأكد من أنه آمن وفعّال بالدرجة الأولى».