الحميات الغذائية.. لماذا لا تدوم طويلاً؟
توصلت الدراسات الحديثة إلى الإقرار بأن غالبية الأنظمة الغذائية تؤدي إلى إنقاص الوزن وخفض ضغط الدم فعلاً، غير أننا سرعان ما نصحو من هذا الحلم الجميل بعد مرور سنة واحدة من اتباع تلك الحميات المشهورة، ومن أهمها الباليو والكيتو والبحر الأبيض المتوسط، وكلّها أنظمة لا تدوم طويلا، لذلك يجب اتباع خطة بديلة للتوصل إلى الحلول المشتهاة، ولإمكانية الحفاظ على نتيجة تدوم مدى الحياة.
أجرى موقع “هيلث لاين” الأميركي استفتاءً عشوائياً على اثنين وعشرين ألف مريض تقريباً، وكان كل واحد منهم قد اتبع نظاماً غذائياً مشهوراً كالكيتو والباليو، أو من الحميات البديلة كحساب وحدات الماكرو الغنية بالدهون المشبعة والمغذيات الدقيقة. وكانت النتائج إيجابية جداً، لكنها تراجعت تدريجياً بعد ستة أشهر، واختفت تماماً بعد اثني عشر شهراً. وأظهرت دراسات أن معظم أولئك الأشخاص اكتسبوا من جديد وزنهم السابق، وذلك بعد مرور عامين إلى خمسة أعوام. من المفيد التوضيح بعد معاينة هذه النتائج أن على الأشخاص المهتمين بإنقاص وزنهم، اتباع خطة بديلة طويلة الأمد.
لماذا معظم الحميات قصيرة الأمد؟
عندما يبدأ أيّ شخص في اتباع نظام غذائي معيّن، يلاحظ هبوطاً هائلاً في وزنه بادئ الأمر، خصوصاً إذا كان هذا الشخص ملتزماً أو ذا إرادة صلبة، وعزيمة دائمة.
ولكن ما نجهله أنه مع مرور الوقت ومع فقدان الوزن، تتباطأ عملية التمثيل الغذائي أو ما يسمى بالميتابوليزم، ويغدو الشخص أحياناً عاجزاً عن ضبط سلوكه، أو عن مداومة نظامه الغذائي على الوتيرة السابقة نفسها، عدا ذلك، قد لا يكون ملتزماً ممارسة الرياضة على سبيل المثال.
قال شارون زارابي، وهو مدير قسم السمنة في مستشفى لينوكس هيل في نيويورك “بعد أن يفقد الجسم الكثير من الوزن، ييدأ التمثيل الغذائي بالمقاومة كردة فعل عكسية، ويصبح الأمر صعباً، إذ تتباطأ عملية خسارة الوزن”.
كيف نقاوم؟
– إحداث تغيير شامل في نمط الحياة
يكون الشخص متحمّساً في بادئ الأمر لاتباع نظام جديد، فيسارع إلى تنظيم وجباته بعناية وإلى شراء أغذية صحيّة. ولكن بعد مرور أسابيع، نلاحظ عودته إلى السلوكيات القديمة غير الصحية. من هنا، يكون وجوب العمل أولاً على إحداث تغيير شامل في نمط الحياة والتزامه قبل وضع خطة الغذاء الصحي. هنا تكمن الفجوة الرئيسة.
– ممارسة الرياضة
إلى جانب تناول الأطعمة الصحيّة، من الضروري جداً ممارسة الرياضة بشكل متواصل ومنتظم سعياً لتحقيق أهداف طويلة الأمد. فكلما زادت نسبة الكتلة العضلية في الجسم وانخفضت نسبة الدهون المتراكمة، ارتفعت نسبة عملية التمثيل الغذائي للجسم. لا مهرب لنا إذاً، من زيادة الحركة البدنية واتخاذها خطوة لتغيير نمط الحياة نحو الأفضل.
– طرق أخرى
من الضروري أيضاً نيل قسط من الراحة يومياً، والحصول على سبع ساعات نوم متواصلة خلال الليل. أضف إلى ذلك، شرب كمية مياه كافية يومياً لتحفيز الميتابوليزم.
قد تختلف عملية خسارة الوزن والمحافظة عليه من شخص لآخر، وهذا مع اختلاف الأجسام والمقوّمات الخاصة بها. ولكن الأهم أن يختار الشخص دائماً أسلوباً يتماشى مع راحته وظروفه المحيطة. ومن المفيد استشارة أطباء واختصاصيين في هذا المجال.