“أوميكرون” يربك بروتوكولات علاج “كوفيد ـ 19”
كتب حازم بدر في الشرق الاوسط:
بينما تستعد المستشفيات لموجة جديدة من حالات “كوفيد – 19″، الناتجة عن متغير «أوميكرون» سريع الانتشار، يحذر الأطباء من تحدٍّ آخر، وهو أنه من غير المرجح أن يعمل الدواءان القياسيان اللذان يتم استخدامهما لمكافحة العدوى ضد السلالة الجديدة. ولأكثر من عام، كانت عقاقير الأجسام المضادة من شركتي «ريجينيرون» و«إيلاي ليلي» الأميركيتين، هي العلاجات الأولى لمرض «كوفيد– 19»، وذلك بفضل قدرتها على تجنب الأمراض الشديدة وإبقاء المرضى خارج المستشفى.
لكنّ صانعي الأدوية حذروا، مؤخراً، من أن “الاختبارات المعملية تشير إلى أن هذه العلاجات سوف تكون أقل فاعلية ضد أوميكرون، الذي يحتوي على عشرات الطفرات التي تجعل من الصعب على الأجسام المضادة مهاجمة الفيروس”. وبينما تقول الشركات إن بإمكانها تطوير أجسام مضادة جديدة تستهدف “أوميكرون” بسرعة، لا يُتوقع إطلاق هذه الأجسام المضادة لعدة أشهر على الأقل. ويبدو أن الجسم المضاد الثالث من شركة الأدوية البريطانية “غلاكسو سميث كلاين”، هو الأفضل في محاربة “أوميكرون”؛ لكن عقار “غلاكسو” غير متوفر على نطاق واسع.
ويقول الدكتور جوناثان لي، مدير مختبر هارفارد – بريغهام المتخصص في علم الفيروسات في تقرير نشرته وكالة «أسوشيتد برس» في 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري: «أعتقد أنه سيكون هناك نقص في الأدوية، فنحن نعتمد على علاج واحد فقط مكون من جسم مضاد أحادي النسيلة مرخص من قِبل إدارة الأغذية والعقاقير بسبب انخفاض فاعلية عقاري شركتي (ريجينيرون) و(إيلاي ليلي) مع المتغير أوميكرون».
ولا يزال متغير “دلتا” هو المهيمن عالمياً؛ لكن قادة الوكالات الصحية يقولون إن “أوميكرون ينتشر بشكل أسرع من أي نوع سابق، وسيصبح السلالة المهيمنة في غضون أسابيع”. وتم تطوير عقار “غلاكسو”، الفعال مع هذه السلالة باستخدام جزء من الفيروس أقل عرضة للتحور، وتظهر الدراسات المبكرة لـ«أوميكرون» المحاكي معملياً بواسطة صانعي الأدوية والباحثين الخارجيين نتائج واعدة لهذا العقار في مواجهته.
وقالت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية، في بيان، نُشر على “الإنترنت”، إن “توريد هذا الدواء محدود للغاية، ولن تكون الجرعات الإضافية من المنتج متاحة حتى الأسبوع الثالث من كانون الثاني المقبل”.
وبعد إيقاف التوزيع الشهر الماضي للحفاظ على الإمدادات، تقوم وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية الآن بشحن 55000 جرعة من الدواء، المسمى «سوتروفيماب»، إلى إدارات الصحة بالولاية، مع وصول الجرعات في وقت مبكر من أمس (الثلاثاء)، ومن المتوقع وجود 300 ألف جرعة إضافية في يناير المقبل.
وقالت الوزارة إنها “توزع الدواء على الولايات بناءً على مستويات العدوى بها ودخولها المستشفى». وتوصي الوزارة الأميركية الولايات بـ«الحفاظ على الدواء للمرضى الأكثر عرضة للإصابة والذين من المرجح أن يكونوا مصابين بعدوى أوميكرون، بناءً على الاختبارات المعملية التي يمكن أن تحدد المستويات المتغيرة أو المرتفعة لانتشار أوميكرون في المجتمعات المحلية، التي تم تحديدها بنسبة 20 في المائة أو أعلى”.
ويشمل المرضى المعرضون لمخاطر عالية، كبار السن والذين يعانون من مشاكل صحية خطيرة، مثل السمنة وأمراض القلب والسكري واضطرابات الجهاز المناعي.
وقبل توقف الشحنات، كان عقار غلاكسو يمثل نحو 10 في المائة من 1.8 مليون جرعة من الأجسام المضادة تم توزيعها على مسؤولي الصحة بالولاية بين منتصف سبتمبر (أيلول) وأواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، وفقاً للأرقام الفيدرالية.
وتقول شركة غلاكسو، ومقرها لندن، إنها في طريقها لإنتاج مليوني جرعة بحلول مايو (أيار) المقبل، بموجب عقود مع الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة واليابان وعدة دول أخرى، وتعمل الشركة على إضافة المزيد من القدرة التصنيعية العام المقبل. ويضع فقدان اثنين من علاجات الأجسام المضادة الرئيسية مزيداً من التركيز على زوج من الحبوب المضادة للفيروسات المرتقبة بشدة التي من المتوقع أن يأذن بها المنظمون في الولايات المتحدة قريباً. وستكون الأدوية من شركتي «فايزر» و«ميرك» هي العلاجات الأولى التي يمكن للأميركيين تناولها في المنزل لتفادي الإصابة بأمراض خطيرة.
وأظهر عقار “فايزر”، على وجه الخصوص، تأثيراً قوياً، حيث حد من دخول المستشفى والوفيات بنسبة 90 في المائة تقريباً في المرضى المعرضين لمخاطر عالية. ويقول أندرو بيكوس، عالم الفيروسات في جامعة جونز هوبكنز: «إذا تم طرحه بشكل فعال، فإن هذا لديه إمكانات كبيرة حقيقية لتعويض علاجات الأجسام المضادة، وهذا مهم للغاية حيث يمكن لهذه الأدوية المضادة للفيروسات أن تقلل من تأثير أوميكرون”، ومع ذلك، من المتوقع أن تكون الإمدادات الأولية لكلا العقارين محدودة.
وتعد مجموعة أدوات العلاج المتقلصة تذكيراً مؤلماً بأن الفيروس لا يزال له اليد العليا في العالم، ويتسابق العلماء في جميع أنحاء العالم لفهم “أوميكرون”، بما في ذلك ما إذا كان يسبب مرضاً أكثر أو أقل خطورة ومدى سهولة تلافيه من الحماية من العدوى السابقة والتطعيم وأدوية الأجسام المضادة. ويقول الدكتور جيمس كوترل، من مركز ساوث وسترن الطبي بجامعة تكساس: “من المؤكد أننا سنشهد ارتفاعاً في عدد حالات دخول المستشفى، وإذا كان لدينا نقص في الأجسام المضادة، فمن المؤكد أنه سوف يسهم في زيادة عدد المرضى الذين يحتاجون إلى البقاء في المستشفى”.