صحة

لهذه الأسباب… توقفوا عن استخدام “البلاستيك”

تعدّ المواد البلاستيكية من حاويات وأغلفة وزينة وأثاث جزءا لا يتجزأ من العصر الحديث، لكنها في المقابل قاتل للحياة البرية ومهددة لاستقرار المناخ على الكوكب، بل صارت مصدر قلق على صحة الإنسان إذا شرب المياه من زجاجة بلاستيكية أو تناول المثلجات في علبة بدلا من البسكويت المخروطي، معتقدا أنه يختار الأفضل لصحته.

في الواقع، لا يحتاج الإنسان للعمل في مصانع البلاستيك للتضرر من المواد الكيميائية الضارة المتطايرة، لأن استخدام البلاستيك والتعرض المباشر للمواد الكيميائية المرتبطة بصناعته، مثل مادة “بيسفينول” (Bisphenol)، والمواد الفثالاتية تتسبب في ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان والأوعية الدموية لدى الإنسان، لكن وصول تلك المواد لمعدة الإنسان ظل لغزا لسنوات.

في حين أن الهواء والغبار والماء مصادر أخرى محتملة للتعرض لمكونات البلاستيك السامة، فإن الأطعمة والمشروبات مسؤولة عن غالبية التعرض البشري اليومي لمادة البيسفينول، لكن أكثر ما يقلق خبراء التغذية هو وصول تلك المواد إلى عينات بول 93% من أفراد تبلغ أعمارهم 6 أعوام فما فوق، وفقما كشفته دراسة استقصائية أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.

ليس البول فقط، فقد وصلت تلك المواد إلى لبن ثدي الأم والأجنة، وتأثر الأطفال حديثو الولادة بنسبة أكبر من البالغين بالأضرار المحتملة، وفق المعهد الوطني للعلوم الصحة البيئية “إن آي إتش” (NIH).

كان الأحدث والأسوأ فيما وجده فريق طبي في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في كانون الأول الجاري، أن مادة الفثالات (مادة كيميائية تستخدم لجعل البلاستيك أكثر متانة) أدت إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول في بلازما الدم. وسبّب تعرض فئران التجربة للفثالات في الدراسة اضطرابا في شحميات الدم لديها، ووجد الفريق في أمعائها جزيئات الدهون الشمعية المرتبطة بمخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى البشر.

رغم التقليل المستمر من قدرة البلاستيك على رفع معدلات الإصابة بالسرطان، فإن المكتبة الوطنية الأميركية للطب نشرت عام 2020 نتائج دراسة أثبتت وجود صلة مباشرة بين الأطعمة المغلفة والمعلبة والأواني البلاستيكية وبين خطر الإصابة بسرطان الثدي.

أكدت الدراسة أن تغليف المواد الغذائية بالبلاستيك يمثل المصدر الرئيسي لتعرض الإنسان لمادة البيسفينول، وهي مادة كيميائية صنفتها وكالة حماية البيئة الأميركية “إي دي سي” (EDC) معطلا لعمل الغدد الصماء ومسببا لاضطرابات شبيهة باضطرابات هرمون الأستروجين، وتوجد في زجاجات المياه والألعاب والأقراص المدمجة، وأغلفة الطعام والمشروبات، وأدوات المائدة البلاستيكية، وعلب الطعام، وزجاجات الأطفال.

تتحلل مادة البيسفينول سريعا وتختلط بالطعام بمساعدة الحرارة والأحماض والمواد القلوية، ويحدث ذلك خلال مراحل إعداد الطعام ونقله وتخزينه، كما تم العثور على البيسفينول في كل عبوة تدخل في النظام الغذائي البشري، وتسببت تلك المادة في تكاثر الخلايا السرطانية حتى مع جرعات أقل مما تعتبره إدارة الغذاء والدواء الأميركية “إف دي إيه” (FDA) آمنا للاستهلاك.

كيف تحمي نفسك؟

في حين أنه من المستحيل تجنب جميع المنتجات البلاستيكية تماما، يمكنك استخدام أقل قدر ممكن من البلاستيك بخطوات بسيطة، خاصة إذا كان أحد أفراد الأسرة رضيعا أو امرأة حاملا:

ضع الأطعمة والمشروبات في الأواني والمقالي والأواني الزجاجية أو الخزفية أو المعدنية المغطاة بالمينا أو الفولاذ المقاوم للصدأ كلما أمكن ذلك، ويجب عليك فعل ذلك مع الأطعمة الساخنة، فقد تعتمد نسبة ارتشاح الملوثات من البلاستيك بدرجة أكبر على درجة حرارة السائل أو الزجاجة، أكثر من عمر الحاوية.

احمل قنينة ماء زجاجية أو فولاذية أو خزفية مملوءة بمياه الصنبور المفلترة، وقلل من كمية الأطعمة المعلبة التي تتناولها وكمية الحليب الصناعي المعلب الذي يستخدمه طفلك، واشتر زجاجات الرضاعة للأطفال مكتوب عليها “خالية من مادة “بي بي إيه” (BPA)- بيسفينول”.

لا تكرر تعبئة قنينات المياه والصودا التي اشتريتها من المتجر، ولا تعرض مشترياتك الغذائية لأشعة الشمس أو الحرارة.

انتبه للأرقام المدونة على علب البلاستيك مع علامة إعادة التدوير، فرقم (1) و(3) يعني تحذيرا من لمس تلك العبوة لأطعمتك، وعادة ما تجده على عبوات المنظفات، يمكن شراء العبوات برقم (2) و(4) و(5) عند الحاجة الماسة للمنتج، وطالما صاحب الرقم رمزا لورقة شجر خضراء أو “PLA”، وعادة ما تكون تلك الأرقام على علب العصائر والألبان، ولا يمكن إعادة استخدامها.

استخدم ورق المشمع المقاوم للرطوبة بدلا من الغلاف البلاستيكي، واستخدم الأوعية الزجاجية والخزفية للميكروويف، واشتر شنطة قماشية للتسوق بدلا من أكياس البقالة، وتجنب -إجمالا- وجود البلاستيك بجانب طعامك.

(الجزيرة)

مقالات ذات صلة