كيف يمكن لمرضى السكتة الدماغية التعافي بشكل أفضل؟
أظهرت دراسة جديدة أن ضحايا السكتة الدماغية قادرون على التعافي بشكل أكثر فاعلية إذا لم تبدأ إعادة تأهيلهم إلا بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر من وقوع الحدث، وليس في غضون أسابيع.
وعمل باحثون من المركز الطبي بجامعة جورج تاون، مع 72 متطوعا أصيبوا بسكتة دماغية في غضون ثلاثة أسابيع من التجربة.
وأعطوا كلا من المتطوعين 20 ساعة إضافية من العلاج المكثف لحركة اليد والذراع، بشكل عشوائي للبدء خلال 30 أو 60 أو 90 يوما بعد السكتة الدماغية.
ووجدوا أن إعادة التأهيل التي تبدأ بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر على الأقل من السكتة الدماغية، كانت هي الوقت الأمثل من حيث التحسن في استخدام الذراع واليد.
واكتشفوا أن بدء إعادة التأهيل المكثف في ستة أشهر أو أكثر بعد السكتة الدماغية، لم يكن له فائدة كبيرة مقارنة بالرعاية القياسية.
وتشير الدراسة الجديدة إلى أن هناك “فترة حرجة” يكون فيها البالغون أكثر استجابة لإعادة التأهيل بعد السكتة الدماغية، كما قال المعد الرئيسي ألكسندر درومريك.
ووجدت التجارب السريرية السابقة تحسينات قليلة أو صغيرة جدا في الوظيفة الحركية بعد السكتة الدماغية، لذلك يمكن أن يكون البحث تقدما مهما في إيجاد طرق يمكننا من خلالها إجراء تحسينات كبيرة في استعادة عمل الذراع واليد.
وأوضح الفريق أن التحسن في وظيفة اليد والذراع لم يكن ذا دلالة إحصائية فحسب، بل كان كبيرا بما يكفي ليتم إدراكه على أنه ذو مغزى وظيفي من قبل المرضى أنفسهم.
وقالت المعدة دوروثي إف إدواردز، من جامعة ويسكونسن ماديسون: “يُظهر نهجنا أن المرضى يمكنهم تحمل المزيد من التدريبات الحركية المكثفة أكثر مما هو متاح تقليديا إذا كانوا أحرارا في اختيار الأنشطة المستخدمة في تدريبهم. مع العلم أنه قد تكون هناك فترة حرجة للتعافي، فهناك العديد من التقنيات التي قد يتخيل المرء استخدامها للتأثير على فهم وتعزيز التعافي خلال هذه الفترة الزمنية”.
ويأمل الباحثون أن تُنشئ هذه الدراسة نافذة زمنية يمكن فيها للأبحاث المستقبلية أن تجمع بين العلاج وتحفيز الدماغ أو الأدوية التي تهدف إلى مساعدة المناطق السليمة المتبقية في الدماغ على استعادة الوظائف المعطلة أو تولي الوظائف المفقودة من الضرر الناجم عن السكتة الدماغية.
ويخطط الباحثون أيضا لتصميم تجربة سريرية أكبر لتأكيد النتائج الحالية ولتحديد الجرعة المثلى من العلاج، وبالتالي تحقيق أفضل التأثيرات خلال هذه النافذة الحساسة للوقت.
ونُشرت النتائج في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences.
(ديلي ميل)