يا أوقح الناس… هكذا تُرفع الحصانات!
كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
يا أحقر الناس، كيف تجدون للنوم سبيلا وللطمأنينة مكانا بين جفونكم، فيما تبكي الامهات ليل نهار فلذات أكبادهنّ الذين ابتلعهم إجرامكم وفسادكم وعمالتكم في تفجير مرفأ بيروت؟
يا أوقح الناس… كيف تجرؤون على التحصّن خلف عروشكم التافهة، غير آبهين بما حلّ بأهالي هذه البلاد، بعدما تمزّقت الارض تحت أقدامهم، وبترت أطراف بعضهم، وتهدّمت الجدران فوق رؤوسهم؟!!
مرّ عام على انفجار مرفأ بيروت، والجرح لم يندمل، قصص ذلك اليوم المشؤوم ترافق الأحياء الموجوعين، ووقاحة زعماء هذه البلاد وسعيهم لطمس الحقيقة والعدالة، تزيدهم ألما وغضبا في آن واحد. فخلف أي حصانات تختبئون؟
هل تدركون أنه في العراق، وقبل شهرين فقط، تم رفع الحصانة عن عدد من النواب بسبب تحقيقات تتعلق بالفساد، وليس بتفجير عاصمة؟
هل تعلمون أنه قبل عام تقريبا، تم رفع الحصانة عن نواب جزائريين أيضا بسبب اتهامهم بمواضيع لها علاقة بالفساد، وليس بجريمة ضد الإنسانية دمرت بيروت وقتلت أكثر من 200 شخص؟
تخيلوا أنه في الكويت، في شباط 2017، وافق مجلس الامة على طلبات النيابة العامة برفع الحصانة عن اربعة نواب للتحقيق معهم بملف اقتحام المجلس. القضية هنا تتعلق بأمن المجلس الكويتي، اما قضيتنا نحن فتتعلق بأممنا الوطني، وبجريمة فظيعة ارتكبت بحق شعب بأكمله.
في مصر أيضا، يا سادة، وافق مجلس النواب قبل عامين على رفع الحصانة عن أحد النواب، والتهمة ليست إدخاله نيترات الامونيوم إلى مرفأ العاصمة، بل بتهمة تسهيل إجراءات استصدار تراخيص بناء مقابر مقابل مبلغ مالي.
يوم بدأت الحصانة البرلمانية في انكلترا عام 1688، كان هدفها حماية النواب من سلطات الملوك في حينها وليس حمايتهم من مواطنيهم، وتم استثناء قضايا الخيانة العظمى وقضايا الجنايات والإخلال بالأمن، من موضوع الحصانات…
لذلك فلتعلموا يا أيها الجبناء أن حصاناتكم لن تحميكم من غضب الناس، وان ما اقترفتموه بتهرّبكم من العدالة والمماطلة هو خيانة عظمى تتكرس كل يوم أكثر… وهي لن تحميكم من غضب الامهات الثكلى والارامل والمقهورين، فاستعدوا!