بين تقرير الـFBI والعقوبات… أين باريس وواشنطن؟
جاء في “المركزية”:
بالتزامن مع مساعي تشكيل الحكومة وتفويض المهمّة إلى الرئيس نجيب ميقاتي، توقّفت أوساط سياسية مراقبة عند الحركة الأميركية – الفرنسية المواكبة لعملية التأليف، تجسّدها ثلاثة عوامل بارزة: أوّلاً، تقرير التحقيقات الاتحادي الأميركي FBI حول انفجار مرفأ بيروت الذي أعدّه محقّقون بطلبٍ من السلطات اللبنانيّة بعد وقوع الانفجار، والصادر قبل أيام قليلة من الذّكرى الأولى للجريمة. ثانياً، إقرار الاتحاد الأوروبي إطاراً قانونياً لنظام عقوبات يستهدف أفرادا وكيانات لبنانية من شأنه أن يوفر احتمال فرض عقوبات على المسؤولين عن تقويض الديموقراطية وحكم القانون في لبنان ومعرقلي تشكيل الحكومة ضمناً. إلى ذلك، كانت باريس أعربت عن استعدادها لزيادة “الضغط” على المسؤولين اللبنانيين في الإطار، وقالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أنياس فون در مول إن بلادها “مستعدة لزيادة الضغط مع شركائها الأوروبيين والدوليين على المسؤولين السياسيين اللبنانيين لتحقيق ذلك”.
ثالثاً، إعلان البيت الأبيض مشاركة الرئيس الأميركي جو بايدن في المؤتمر الدولي الذي دعت إليه فرنسا في 4 آب في باريس لمساعدة الشعب اللبناني.
فهل تعتبر هذه العوامل تطوّرات إيجابية تؤكّد التعاون الأميركي – الفرنسي لحل الأزمة اللبنانية؟
المحلل لشؤون الشرق الأوسط ومدير “مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية” سامي نادر اعتبر عبر “المركزية” أن “هذه مؤشّرات تدلّ الى أمرين: الأوّل، وجود قدر أعلى من التنسيق الدولي بالنسبة إلى الملف اللبناني، لا سيّما بين الأوروبيين والأميركيين. الثاني، كلّ الأطراف تحاول الدفع في اتّجاه التغيير في لبنان وتشكيل حكومة… لكن، لن تتخطّى هذا السقف”.
ولفت إلى أن “تسمية نجيب مقاتي رئيساً مكلّفاً لتشكيل الحكومة قد تكون أعادت تحريك الأوضاع، لكن ليس لدرجة أن يكون المجتمع الدولي داعماً لحكومة برئاسته وهو من جاء بها”. ورأى أن “المشهد في المستقبل القريب لا يبشّر بأي اختراق لملف تشكيل الحكومة، وبالتالي لا تزال الأمور تراوح مكانها بمعنى أن العالم يبكي على لبنان ويبغي مساعدته، لكن الورقة اللبنانية لا تزال عالقة ومرتبطة بالتسوية مع إيران. صحيح أن الأبعاد الداخلية لها تأثيراتها، إلا أن التطوّرات مرتبطة إلى درجة قصوى بالتسوية الكبرى مع إيران”.
وأوضح نادر أن “الأوضاع متّجهة محلّياً إلى مزيد من التدهور ولا أرى أي اختراق قريب، والضغط الدولي لا يزال غير كاف لتغيير سلوك الفرقاء في الداخل، إذ يتّخذ شكل التهديد… بالتالي، ما من مؤشّرات لقوّة دفع تساعد على تبديل المسار الانحداري الذي يسلكه البلد لانتشاله من أزمته”.