على مسرح الجريمة: بطريرك لا سقف له… و4 أسئلة جديدة
كتب ريكاردو الشدياق في موقع mtv:
بقدر ما لانفجار مرفأ بيروت من فظاعة دمويّة ودمار غير مألوف في العاصمة ومحيطها، بقدر ما تتزايد الحاجة الدوليّة إلى تحقيق العدالة في هذا الملف، خصوصاً لدى العواصم المعنيّة بوضع لبنان، ووضعها السياسي والإستثماري فيه مستقبلاً. وما الحركة الناشطة للسفارات خلال الشهر الأخير، رغم موعد العطلة الصيفيّة، سوى دليل ساطع على ذلك.
لا يمنع العمل القضائيّ الدؤوب الذي يقوم به المحقق العدلي القاضي فادي صوّان من طرح المزيد من التساؤلات الدقيقة حول تفاصيل المسار الذي سبق هذا الإنفجار، قبل التحقيق في التقصير والإهمال وتخزين نيترات الأمونيوم طيلة الـ8 سنوات الماضية.
فمَن هي الجهة، غير تلك الموجودة على الفواتير، التي تقف وراء شراء هذه الشحنة الضخمة من نيترات الأمونيوم؟ ومَن هي الجهة التي اختارت هذا المسلك للباخرة كي تمرّ في المياه الإقليميّة اللبنانيّة؟ وهل هو بالأمر الصدفة أن تطلب هذه الباخرة اللغز المساعدة من السلطات اللبنانيّة؟ وبعد تقرير الـFBI الأخير، مَن هي اليد التي سحبت مئات الأطنان من النيترات منذ مصادرتها في العنبر رقم 12 في العام 2014؟
أسئلة أساسيّة، كان طرح بعضها الخبير الإستراتيجي تمام نور الدين، من فرنسا، بعد 24 ساعة على انفجار المرفأ حيث مورِست الضغوط السياسية للتعتيم عليها، وتالياًيجب الركون إليها في تحقيق جديّ يستند، عطفاً على المعطيات اللبنانيّة، إلى تقارير أميركيّة وفرنسيّة، قضائيّة وأمنيّة، وصلت إلى القضاء اللبناني في المرحلة الماضية، وسيتبعها، وفق المعلومات، تقريرٌ فرنسيّ مفصّل بالغ الأهميّة حُكيَ عنه كثيراً وسيصدر مضمونه قريباً.
ولن نُمرّر الذكرى الأولى للإنفجار من دون الوقوف عند عمليات التصفية المتتالية التي تتابعت بعد 4 آب 2020، وفي مقدّمتها المعنيّين مباشرةً العقيدَين في الجمارك جوزيف سكاف ومنير أبو رجيلي اللذين تربطهما علاقة صداقة قريبة جداً، ويملكان معلومات مشتركة في كواليس الجمارك، علماً أنّ أبو رجيلي كان عضواً في المجلس الأعلى للجمارك وتنقّل بالمناصب بين المطار ومرفأ بيروت ومراقبة المعابر الحدودية.
من دون أن ننسى جريمة قتل المصوّر جو بجّاني الذي لم تظهر الخيوط الأوليّة فيها حتّى اليوم رغم وجود كاميرات صوّرت المجموعة التي اقتحمت الكحّالة وتقصّت جيّداً قبل أيّام من الجريمة على الموقع الجغرافي لمنزل بجّاني والطريق المؤدّية إليه.
أمّا بالنسبة إلى 4 آب 2021، فستكون العيون الدوليّة مشدودة باتّجاه عظة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي سيحضر شخصياً إلى مسرح الجريمة مع لفيفٍ من المطارنة والمسؤولين الروحيين، حيث علم موقع mtv أنّ “كلمة الراعي ستكون إستثنائيّة بسقفها المرتفع أمام الحشود، وهي ستُشكّل استكمالاً لمطلب أساسي رفعه منذ إطلاق مبادرته، والقائل بـ”تحرير الشرعيّة ومداهمة مخازن الأسلحة على الأراضي اللبنانيّة كافّةً”، إضافةً إلى موقف متشدّد داعم للقاضي البيطار ومطالب برفع الحصانات عن النواب والمسؤولين الأمنيين المتّهمين في الملف”.
لن ينتهي ملف العصر الذي أُريد لبيروت أن تكون عنوانه عند تسديد التعويضات للمتضرّرين ومحاولة إسكات الأصوات الصارخة المنادية بخلع الحصانات عن النواب والمسؤولين الأمنيين بخطوة من هنا وتشاطر من هناك. هذه المذبحة كانت شرارة لزمنٍ لطالما اعتبره اللبنانيون من المستحيل في ظلّ طقمٍ فاجر وتاجر، وهذه الشرارة ستكون “صخرة بطرس” التي سيقوم عليها لبنان آخر في إشعارٍ آخر قريب.
mtv