ميقاتي رئيسًا للمرّة الثالثة: “أنا مطمئن”
أسفرت نتائج الإستشارات النيابية الملزمة عن تسمية 72 نائبًا الرئيس نجيب ميقاتي لتولي مهمة تشكيل حكومة “المهمات الصعبة” وحكومة “الإنقاذ”، وحكومة يؤمل أن تبصر النور قريبًا، وأن تحظى بدعم الأفرقاء الذين أجمعوا على إسم الرئيس ميقاتي، وألا تحول “شياطين” التفاصيل دون الوصول إلى الغايات التي ينتظرها جميع اللبنانيين، الذين يتوقون إلى الخروج من عنق زجاجة أزماتهم، وولوج باب الخلاص، الذي لا يمكن أن يتحقق من دون وحدة وطنية جامعة.
الرئيس ميقاتي، الذي كان أول الداخلين إلى القصر الجمهوري كان آخر الخارجين منه، بعد يوم طويل من الإستشارات النيابية الملزمة، قال عقب تكليفه تشكيل الحكومة العتيدة وفي أول تصريح له:
“ابلغني فخامة الرئيس نتيجة الاستشارات النيابية الملزمة وتكليفي تشكيل الحكومة الجديدة . شكرت فخامته وسعادة النواب جميعا، مَن سمّاني ومن لم يسمنّي،واتمنى ان نتعاون جميعا لايجاد الحلول المطوبة. دستوريا من الضروري ان احصل على ثقة السادة النواب، ولكن في الحقيقة أنا اتطلع الى ثقة الناس ، ثقة كل رجل وسيدة، كل شاب وشابة ، لأنه لوحدي لا املك عصا سحرية ولا استطيع ان اصنع العجائب. نحن في حالة صعبة جدا ، وقد سألني احد الصحافيين الآن لماذا انا حزين؟ طبعا المهمة صعبة ولكنها تنجح اذا تضافرت جهودنا جميعا وشبكنا ايدينا معا ، بعيدا عن المناكفات والمهاترات والاتهامات التي لا طائل منها، ومن لديه اي حل فليتفضل. انا اليوم خطوت هذه الخطوة ، وكنت مطلعا على الوضع، ولذلك اقول ، نعم نحن كنا على شفير الانهيار ، وكنا امام حريق يمتد يوميا ويكاد يصل الى منازل الكل،لذلك اخذت بعد الاتكال على الله قرار الاقدام وان احاول وقف تمدد هذا الحريق. اما اخماد الحريق فيقتضي تعاوننا جميعا، وعلينا ان نكون معا . أعلم ان الخطوة صعبة ولكنني مطمئن، ومنذ فترة وانا ادرس الموضوع ، ولو لم تكن لدي الضمانات الخارجية المطلوبة ، وقناعة أنه حان الوقت ليكون احد في طليعة العاملين على الحد من النار، لما كنت اقدمت على ذلك.
باذن الله وبمحبة الجميع، وجميع اللبنانيين واللبنانيات، ادعوا الى ان نكون معا ، واتمنى عدم الرد على ما يقال، والمهم ان نستمر ، وانا متأكد انه بالتعاون مع فخامة الرئيس، وقد تحدثت معه للتو، سنتمكن من تشكيل الحكومة المطلوبة ، ومن اولى مهماتها تنفيذ المبادرة الفرنسية والتي هي لمصلحة لبنان والاقتصاد اللبناني وانهاضه.
يبقى ان اقول انه يحكى الكثير في وسائل الاعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي،ولكنني اخذت على عاتقي الاّ ارد، وخير الكلام ما قل ودل”.
وكانت الاستشارات النيابية الملزمة قد انطلقت في قصر بعبدا منذ ساعات ما قبل الظهر، فانقسمت الى جولتين، جولة اولى انتهت قرابة الواحدة ظهرا، والتقى خلالها الرئيس ميشال عون كلا من النجيب ميقاتيرؤساء نجيب ميقاتي وسعد الحريري وتمام سلام بالاضافة الى نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي.
ومن ثم توالى توافد الكتل والنواب ، فالتقى عون كلا من كتلة المستقبل وكتلة الوفاء للمقاومة و كتلة التكتل الوطني وكتلة اللقاء الديقراطي وكتلة الوسط المستقل، بالاضافة الى كتلة اللقاء التشاوري.
وبدا لافتا خلال الجولة الاولى اجماع الكتل والنواب على تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة، اذ نال خلالها 52 صوتا، فيما امتنع النائبان الوليد سكرية وفيصل كرامي عن التسمية.
أما الجولة الثانية من الاستشارات فانطلقت عند الساعة الثالثة من بعد الظهر، فالتقى الرئيس عون تباعا كلا من تكتل الجمهورية القوية وكتلة التنمية والتحرير وتكتل لبنان القوي، بالاضافة الى كتلتي نواب الارمن وضمان الجبل.
و النواب: ادي دمرجيان واسامه سعد وفؤاد مخزومي و ميشال الضاهر وجميل السيد وشامل روكز وجان طالوزيان وجهاد الصمد.
وتمنع عن حضور الاستشارات والتسمية النائبان طلال ارسلان و نهاد المشنوق ، كما انه لم يحضر كل من النواب سيزار المعلوف وفريد الخازن و ديما جمالي الذين
فوضوا كتلهم تسمية الرئيس نجيب ميقاتي.