لبنان

البحث جارٍ عن شبيه لأديب…

جاء في صحيفة “الديار”:

ماذا بعد اعتذار الرئيس الحريري عن تشكيل الحكومة الجديدة؟

هذا السؤال لم تتبلور الاجوبة عليه، لكن المواقف الدولية التي سجلت في اليومين الماضيين شرقا وغربا تعكس الالحاح والضغط على المسؤولين اللبنانيين لتأليف الحكومة باسرع وقت من اجل تدارك الانهيار الخطر الذي يشهده لبنان على كل المستويات.

ووفقاً للمعلومات التي توافرت لـ”الديار” من مصادر مطلعة، فان الرئيس عون ابلغ جهات داخلية وخارجية انه يعتزم الدعوة الى الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة المكلف الجديد بعد عطلة عيد الاضحى، آخذا بعين الاعتبار الحاجة الى تسريع هذه العملية من اجل تدارك الموقف المتدهور في البلاد، والدعوات الدولية لانجاز الاستشارات الدستورية والعمل بسرعة لتأليف الحكومة الجديدة.

واضافت المعلومات ان المشاورات التمهيدية التي تحصل عادة قبل الاستشارات النيابية لم تبدأ، لكن من المنتظر ان تأخذ مداها في الايام القليلة المقبلة خلال عطلة عيد الاضحى.

وعلمت “الديار” في هذا السياق انه لم يسجل بعد اعتذار الحريري اتصالات او مشاورات بين بعبدا وعين التينة، كما لم يحصل اي تداول جدي في الاسماء المقترحة او التي يمكن البحث فيها كبديل للحريري.

وحول تحديد موعد الاستشارات النيابية لتكليف رئيس جديد للحكومة قالت مصادر بعبدا لـ”الديار” ان الاستشارات ستجري بعد عيد الاضحى، لكنها لم تؤكد او تنف ما اذا كانت رئاسة الجمهورية ستعلن البرنامج يوم غد الاثنين.

وحرصت المصادر على عدم الخوض في التوقعات او الاسماء المرشحة، لكنها اشارت الى ان المشاورات التمهيدية التي تحصل عادة يمكن ان تتركز على ازالة بعض التحفظات وتساهم في بلورة اسم او اسمين او ثلاثة.

وفي هذا السياق، قالت مصادر واسعة الاطلاع لـ”الديار” ايضا ان هذه المشاورات التمهيدية قد تنجح في تضييق الخيارات وبلورتها وربما تساهم في بلورة اسم المرشح البديل، فاذا حصل ذلك فهذا امر جيد، واذا لم يحصل فان اللعبة الديموقراطية ستأخذ مداها.

واضافت هذه المصادر ان اختيار رئيس الحكومة المكلف الجديد لن يكون خياراً لبنانياً فقط بل سيحظى بتغطية خارجية، لافتة الى مشاركة فرنسية بالتنسيق مع الادارة الاميركية، وكذلك مصر والامارات العربية المتحدة الى جانب الاهتمام الروسي المتزايد بالتفاصيل اللبنانية.

ورأت ايضا ان المسؤوليات الملقاة على رئيس الحكومة العتيدة تفرض ان يحظى بغطاء داخلي وخارجي، مشيرة الى ان هناك بصمات واضحة اكثر للغطاء الخارجي على الاسم البديل للرئيس الحريري.

وحول الموقف السعودي من ترشيح البديل اوضحت المصادر ان الرياض لم تعط بعد اي اشارة عن تعديل موقفها السابق، واصفة موقف المملكة بانه يكاد يكون “احجية او ضرورة”.

ولفتت المصادر الى ان المرحلة اليوم تشبه مراحل سابقة في اختيار رئيس حكومة يحظى بغطاء خارجي بنسبة ملحوظة مثلما حصل في العام 2005 عند اختيار الرئيس نجيب ميقاتي، وفي العام 2008 بعد اتفاق الدوحة الذي اتى بالرئيس ميشال سليمان رئيسا للجمهورية والرئيس فؤاد السنيورة رئيساً للحكومة.

ووفقاً للمعلومات المتوافرة، فان الرئيس ميقاتي مستبعد بسبب رفضه الترشح لهذه المهمة في ظل الظروف الراهنة المتصلة بالعهد وشروطه.

اما الحديث عن المجيء بالسفير مصطفى اديب مرة اخرى فهو ايضا مستبعد رغم ان اتصالات جرت معه قبل اعتذار الحريري، لكنه لم يبد رغبة في تكرار تجربته في الوقت الراهن.

وتضيف المعلومات ان الاتجاه السائد هو للاتيان بشخص يمتلك مواصفات شبيهة بالسفير اديب. وان هناك اسماء عديدة ستكون قيد التداول في الايام القليلة المقبلة لاختيار واحد منها يحظى بفرصة اكبر للحصول على نسبة مقبولة من تأييد كتل نيابية وتتوافر فيه مواصفات تأمين الغطاء الخارجي لا سيما بمشاركة فرنسا، ولا يشكل استفزازاً للشارع السني او تكرار لتجربة الرئيس حسان دياب وحكومته.

ويبدو جلياً ان الاجواء الملبدة التي خلفها اعتذار الرئيس الحريري تحجب الرؤية في الوقت الراهن، لا سيما على صعيد قوة الدفع الداخلية التي سينطلق منها الرئيس المكلف، خصوصا في ضوء قرار رئيس تيار المستقبل ورؤساء الحكومات السابقين عدم منح اي غطاء مسبق للمرشح الجديد، والامتناع عن تسمية اي شخص في الاستشارات النيابية.

الديار

مقالات ذات صلة