رقم قياسي جديد للدولار… والسلطة تتفرّج
كتب داني حداد في موقع mtv:
لو كان ينفع الشتم لشتمنا. ولو كانت تنفع محاكاة الضمير لحاكينا الضمائر. ولو كان ينفع قطع الطرقات لقطعناها. لا ينفع ذلك كلّه مع هذه الطبقة السياسيّة التي تدمّر الوطن وتقتل شعبه.
سُجن لبنانيّون كثيرون في زحمة السير لساعاتٍ أمس، في عزّ حرّ تموز. زحمة المحطات تمدّدت الى الطرقات، والناس في ذلٍّ في هذه وتلك. وشهد دولار السوق السوداء، الذي تُبلغنا بحاله تطبيقات هاتفيّة وُعدنا منذ أشهر بأنّها ستقفَل، ارتفاعاً طيلة نهار أمس حتى بلغ رقماً قياسيّاً جديداً ليلاً.
من يلعب بالدولار ليلاً كي يرتفع؟ سؤالٌ لن نعرف جواباً عنه أبداً. فالدولة مستقيلة. رئيس الجمهوريّة يستقبل سليم عون وسيزار أبي خليل، وسفير دولة بعيدة حالها كمثل حالنا. ورئيس حكومة تصريف الأعمال يتبهدل مع كلّ إطلالة، وهو عاجز، منذ أشهر، عن إضافة واحدٍ بالمئة الى الـ ٩٧ في المئة التي أنجزتها حكومته.
ورئيس الحكومة المكلّف مسافر، سواء كان على الأراضي اللبنانيّة أو يجول بين بلدٍ وآخر، بلا نتيجة يلمسها اللبنانيّون.
بلدٌ متروكٌ للشياطين. لا رأفة لدى حكّامه، وقضاؤه عاجز أو متورّط، وأجهزته الأمنيّة تتصارع نيابةً عن السياسيّين. بعضها يتصارع على محطة بنزين.
“فوّلنا” من هذا السلوك الإجرامي. لن ننتظر الانتخابات النيابيّة. لا نتحمّل حتى الربيع المقبل. ويُحكى، بعد الصيف، عن خريفٍ قاتم تتراكم فيه الاستحقاقات: مصير رفع الدعم، الأعباء المعيشيّة المتزايدة مترافقةً مع تفلّت أمني، وموسم العودة الى المدرسة.
وبعد، هل نحتفل بتسجيل رقم قياسي في سعر الدولار؟ هل نضيف الأمر الى لائحة إنجازات العهد؟ هل ننصح حسان دياب بالتقاط صورة مع دولار واحد لينشرها في كتابه المصوّر المقبل؟ هل نقول لسعد الحريري إعتذر من اللبنانّيين قبل أن تعتذر عن التشكيل؟
لو كان الشتم ينفع لشتمنا… سنشتم في كلّ الأحوال.