الفاتيكان لن يترك لبنان.. واللقاء خطوة من مسار طويل
كتبت فالنتينا سمعان في “أخبار اليوم”:
تحت عنوان “يوم التأمّل والصلاة من أجل لبنان”، خصّ البابا فرنسيس لبنان بلقاء “روحي”، استقبل خلاله رؤساء الكنائس، ووجّه من خلاله “رسالة أمل” إلى اللبنانيّين، داعيًا إياهم إلى “عدم الإحباط”.
وعن أهميّة اللقاء قال أمين عام اللجنة الوطنية للحوار الإسلامي – المسيحي في لبنان محمد السماك أنّه نجح في جمع كل الكنائس، معبّرًا عن ارتياحه لهذه “الوحدة المسيحيّة” التي التقت حول لبنان. وأعرب سماك عبر وكالة “أخبار اليوم” عن تفهّمه لعدم وجود حضور إسلامي، فاللقاء لقاء صلاة، مشيرًا إلى أنّ الموضوع كما فهمه من الهيئة التنظيميّة بأنّه دراسة مسيحيّة داخليّة للبحث في كيفيّة العمل الإنقاذي، وهذا شيء إيجابي.
ولفت سماك إلى أنّه ووفق ما فهم من بطريرك الأرمن الأرثوذكس في لبنان آرام الأول كيشيشيان -صاحب الإقتراح بالأساس- أنّه سيكون هناك لقاء مشتركًا (اسلامي- مسيحي) للموضوع نفسه.
وعن رسالة اللّقاء، اعتبر سماك أنّها واضحة وهي أنّ الفاتيكان لن يترك لبنان ينهار، لأنّ انهياره هو انهيار رسالته، وانهيار رسالته يعني انهيار استراتيجيّة الفاتيكان في المنطقة العربية وفي العلاقات المسيحيّة- الإسلاميّة، التي تقوم على العيش المشترك والحريّة الدينية، لذلك وجود لبنان “الرسالة” هي قضيّة مبدئيّة للفاتيكان.
وأكّد سماك أنّ هذه المساعدة لا تأتي ضمن إطار مساعدة “الدولة”، إنّما مساعدة “الرسالة، وهو ما قامت به الكنيسة منذ 1965 وصدور الوثيقة الشهيرة “Nostra Aetate” حتى اليوم مرورًا بسينودس لبنان، سينودس الشرق الأوسط والمبادرات البابويّة، التي تحاول أن تجعل من لبنان بلدًا قادرًا على حمل الرسالة التي وضع أسسها المجمع الفاتيكاني الثاني، وما جرى اليوم هو خطوة في هذا المسار الطويل والمستمرّ.
وعمّا إذا كان هذا اللقاء سينعكس إيجابًا على لبنان من الناحية السّياسيّة، خصوصًا أنّ السياسيين مسيحيين ومسلمين دعوا إلى متابعة هذا اللقاء والمشاركة في الصلاة من أجل لبنان، اكتفى سماك بالقول: “علينا أن نقرأ في ضمائر أصحاب القرار السّياسي”.