هل تخدم البطاقة التمويليّة متطلّبات الشعب؟
كتبت كارول سلّوم في “أخبار اليوم”:
وماذا بعد؟… هو السؤال البديهي الذي يتناقله اللبنانيون كخبز يومي. يدورون ويحورون حول المشهد المقبل ومدى سوداويته في ظل استمرار الوضع على ما هو عليه والتوقعات بأستفحاله بشكل أكبر.
لقد دخل هذا “السؤال الكبير” في فلك الوقائع على الأرض من غلاء غير مضبوط، وارتفاع جنوني في اسعار المواد الاستهلاكية، وغير ذلك من تدهور في ظل غياب اي شكل من اشكال المعالجة! إذًا الانهيار لا يستثني قطاعا وهو سائر كـ”تسونامي”، إنما الفرق بينه وبين تسونامي الطقس أنه يضرب حاصدا الأضرار والخسائر في توقيت معين إنما تسونامي الانهيار في لبنان فسيتمدد وسيكون مثل السلاسل المتتالية.
يستقيق غالبية الشعب اللبناني على اخبار انهيار تلو الآخر، اما الحلول فمغيبة وكل ما يجري من تداوله عن البطاقة التمويلية لأمتصاص نقمة شعبية أو لتوفير كمية من الاوكسجين لفترة من الزمن ليس إلا اجراء يأتي في إطار تأجيل الانفجار الشعبي المرتقب.
فهل تخدم هذه البطاقة متطلبات الشعب؟ تقول مصادر سياسية مطلعة لوكالة “أخبار اليوم” ان لا بطاقة أو سواها قادرة على مجابهة الأزمة الحاصلة كما يجب إذ كيف يعطى لمواطن مبلغ لا يستطيع أن يكمل به أسبوعه في ظل أسعار تحلق وتستمر بالتحليق في كل مرة يقفز فيها الدولار، مشيرة إلى ان غياب الخطط والسلطة التنفيذية الفاعلة والمؤثرة ستدفع بالأوضاع إلى المزيد من التدهور .
وتؤكد المصادر أن هذه الاستراتيجية كان يجب اعتمادها- لتفادي وصول الأمور إلى ما هي عليه الآن – اي قبل الصراعات السياسية الكبرى حول المحاصصة وغير ذلك مما دفع إلى الاصطدام الكبير، محذرة من سوء استخدام الآلية المتصلة بالبطاقة التمويلية التي تبقى “كحلا أفضل من العمى”.
وتوضح أنه إذا صحت التوقعات واشتدت الأزمة في الشهرين المقبلين وانصرف المواطنون إلى بيع ما ادخروه من ذهب وغيره من أجل الصمود، فأي هدف للبطاقة التمويلية هنا؟ وتؤكد أن البنانيين يرفعون الدعاء كي لا يتسلل هذا الأمر إلى حياتهم فيضطرون عندها بيع كل شيء مقابل قوتهم.
وتعلن أنه في كل الأحوال تخضع هذه البطاقة عند اقرارها للأختبار لناحية قدراتها على مجابهة التحديات فضلا عن نوعية المستفيدين منها في الوقت الذي اضمحلت فيه الطبقات الاجتماعية في البلد في مقابل بروز طبقة المحتاجين.
وتعرب عن اعتقادها ان المسار الذي يعتمد لا يمكن إلا إدراجه في خانة جرعة اوكسجين بسيطة تكاد كميتها تنفد عند أول منعطف وكم من جرعة سيحتاج إليها الشعب الذي ضاق ذرعا من إجراءات ليس إلا إبر مورفين!