الإنتحار يدور في عقول اللبنانيين… و”نداء عاجل”
دخل اللبنانيون حالةً نفسيّة غير مسبوقة في ظلّ التدهور الإقتصادي والمعيشي الذي يغرق فيه لبنان، حتّى تسلّلت فكرة الإنتحار إلى عقول المُكتئبين الذين فقدوا أيّ أمل يُرجى من الواقع الحالي.
تُعيد المُعالِجة النفسيّة الدكتور نيكول هاني، في حديث لموقع mtv، سبب حالات الإنتحار في لبنان إلى “الأمراض النفسيّة والخلفيات العاطفيّة عطفاً على العوامل الإجتماعيّة والإقتصاديّة التي تتفاقم يوماً بعد آخر”، شارحةً أنّ “الأمراض النفسيّة تشمل الكآبة، أو الهوَس الإكتئابي، والإضطرابات الشخصيّة الحادّة والإستعدادات لأفكار وليدة من إفرازات وخلل في الهورمونات تؤدّي نوبات حادّة كتقلّب المزاج والمخاطر الناتجة عنه”.
“الإنهيار الإقتصاديّ والإجتماعيّ الضاغط تحوّل إلى سبب رئيس من أسباب الإنتحار”، تقول هاني، شارحةً أنّ “عجز اللبنانيين عن تحمّل الأثقال الماديّة وعدم التمتّع بالحقوق الطبيعية وأبسط المتطلّبات يُصيبان الفرد بحالة عصبيّة مستمرّة، كالقلق والحزن والشعور بالذنب وازياد التوتّر، إلى جانب العوارض الجسديّة كضيق النفس ودقات القلب السريعة والثقل في المفاصل والإضطرابات في النوم والزيادة أو النقص بالوزن”.
أمّا عن العوارض الحاصلة قبل حالات الإنتحار، فتركّز هاني على “ضرورة الإنتباه الدائم إلى تعبير الشخص عن رغبته بالموت وإنهاء الحياة، ومراقبته جيّداً كي لا يصل إلى مرحلة الإنعزال والتوقف عن التواصل الإجتماعي ووداع الأحبّة، كما عدم استقراره العاطفي والتغيّر المفاجئ في شخصيّته”.
وتدعو المعالِجة النفسيّة في “نداء عاجل” إلى “التنبّه في هذه المرحلة إلى ازدياد السلوكيات الخطيرة كالإدمان على الكحول والمخدّرات والتعبير عن اليأس الشديد وعدم وجود سبب للعيش، والتحدّث عن الشعور بألم كبير لا يُحتمَل والإحساس بالذنب”، مشدّدةً على “أهميّة عدم تبسيط هذه الأمور بل دعم الشخص معنوياً كي يتقبّل نفسه والتعبير عمّا يُزعجه وإرشاده نحو طبيب أو معالج نفسي لإنقاذه سريعاً”.