الإثنين: إلى الكارثة دُرّ!
كتبت لارا أبي رافع في موقع mtv:
دولتنا مفصومة. أصبحنا نعرف ذلك. لا تبالي بلقمة عيشنا وحياتنا وصحتنا. نعرف ذلك أيضاً، ونتأكّد كلما صدر قرار عن “اللامسؤولين”. من بين آخر هذه القرارات العظيمة فتح المدارس في 12 تشرين الأوّل لبعض الصفوف.
نحن لسنا جاهزين لإعادة فتح المدارس، ولا إمكانيّات لدينا لتكون إعادة الفتح آمنة. ولو أنّكم سمعتم صوت إحدى الأمّهات وهي تروي إصابة تلميذة مع ابنها في المدرسة وهلعها من انتقال العدوى لطفلها، ولو شعرتم بخوفها، لفهمتم عمّا نتحدث.
تخيُّل الأمر مؤلم، فكيف بالحريّ عيشه. هذا الحديث عاطفيٌّ، قد لا يحرّك فيكم ذرّة. أمّا علميًّا، فبالأدلة والبراهين، وبكلّ وضوح: يجب عدم فتح المدارس!
وقد حدّد مركز ترشيد السياسات في كليّة العلوم الصحيّة في الجامعة الأميركيّة في بيروت ثلاثة شروط يجب تحقيقها قبل النظر بإعادة فتح المدارس هي بدايةً نسبة إنتقال المرض في المجتمع ونظام مراقبة صارم، يرتكز على الفحوصات وتتبّع المخالطين وعزل الحالات، بالإضافة إلى مدى استعداد المدرسة وقدرتها على تنفيذ تدابير الوقاية وفرض تطبيقها والمحافظة عليها.
هذه الشروط غير متوفرة ولا قدرة لدينا على تحقيقها، فنسبة انتقال العدوى “سلكت منحى تراجيديًّا منذ بداية تشرين الأول، وأهمها الإنتشار الوبائي في المجتمع، الذي تمّ اثبات ارتباطه الوثيق بعدد حالات تفشي كوفيد-19 في المدارس، ما يؤكد أهمية السيطرة على الوباء في المجتمعات أولاً، لحماية البيئة التعليميّة”.
أمّا في ما يخصّ نسب الإلتزام، فالجميع يعلم، وهنا يجوز التعميم، أنّ التفلّت “ضارب طنابو”. ونظام المراقبة غير صارم فيبقى التحدّي وفق المركز، “بعدد الفحوصات التي يتمّ إجراؤها، حيث أنّه يبقى غير ثابت وفي بعض الأحيان متفاوتاً بشكل كبير”.
وتلفت الدراسة إلى أنّه “لم يكن هناك تقييم واضح حول استعداد المدارس اللبنانيّة للعودة إلى التعليم حضوريّاً، بما في ذلك جهوزيّتها لضمان توفير الحدّ الأدنى من معايير الصحة والسلامة المطلوبة لدعم استراتيجيّات التخفيف من كوفيد -19”.
نحن ذاهبون إلى الكارثة إذاً. كارثة تضاف إلى جهنّم والكوارث التي تعايشنا معها. هذه المرّة الضربة تكون قاضية، فصحّة أولادنا ليست محطّ تجارب، والبديل متوافر… فلنعمل على تفعيله وتطويره.
MTV