المصائب تنهمر على رؤوس اللبنانيين يوماً بعد آخر
الراي الكويتية”:
يتكرّس في لبنان ارتسامُ خطّيْن متوازييْن لا يلتقيان إلا على تأكيد المؤكد لجهة انزلاق البلاد إلى قعرٍ أعمق في رحلة السقوط الحر: الأوّل «اشتعالُ» فتائل الأزمات المعيشية المربوطة بالانهيار المالي – الاقتصادي – النقدي – المصرفي، والثاني محاولة تبريد الجبهات الرئاسية التي «انفجرتْ» أخيراً ولكن ليس تمهيداً لإنزال «كاسحةِ الألغامِ» الكفيلة بتفكيك تعقيدات الأزمة الحكومية المستعصية، بل من ضمن مسارٍ «تطبيعي» يرمي لمُعاودةِ ضبْطها تحت سقفٍ يُراد له أن يحكم مرحلة «تقطيع الوقت» بانتظار توافر الظروف الإقليمية والداخلية لاستيلاد الحكومة.
ولليوم الثاني على التوالي، بدا أن «لا صوت يعلو فوق صوت» الكارثة المتسلسلة التي تُطْبِق على اللبنانيين في معيشتهم والتي غيّرت وجه يومياتهم ومائدتهم وصبحياتهم وأمسياتهم وتركت صحّتهم بلا «أحزمة أمان»، حتى بدت خفايا الأزمة الشاملة وخلفياتها ثانوية أمام أولوياتٍ هي من «أبسط حقوق العيش» لمواطنين ما عادوا يكترثون إذا كانت «المصائب» التي تنهمر على رؤوسهم هي وليدة تَناحُرٍ على السلطة وكعكتها، أو أنّها نتيجة تحوّل تشكيل الحكومة حلبة «مبارزة بالسيف» لتسجيلِ نقاطٍ مبكّرة ذات صلة بالانتخابات النيابية ثم الرئاسية (ربيع وخريف 2022)، أو أنها ترتبط بـ «الصراع الأمّ» في المنطقة ورغبة إيران، «المتفوّقة» في الواقع اللبناني، بإبقاء هذه «الورقة» في يدها، أو كلّ هذه الأبعاد مُتشابِكة.