لبنان

“لعنة” الكهرباء في لبنان.. هدر بمليارات الدولارات وهذه هي الحلول

ملايين الدولارات أنفقها لبنان على مدى أكثر من 30 سنة لدعم الكهرباء كلها ذهبت سدى، بل تحوّل هذا القطاع إلى “المزراب” الأكبر للهدر والمسبّب الأول لعجز الموازنة وتعاظم المديونية.
يُعد هذا القطاع الأسوأ بين مرافق الدولة المهترئة أساساً، وقد كبّد الخزينة أكثر من 40 مليار دولار منذ انتهاء الحرب، فيما يشكل إصلاحه شرطاً رئيسياً يطالب به المجتمع الدولي منذ سنوات ولا يزال.

هدر، فساد، سرقة، سياسات خاطئة، معامل قديمة مهترئة أوصلت قطاع الكهرباء إلى ما هو عليه اليوم، ففي عام 2021 يشهد لبنان أسوء تغذية بالتيار، وهو مهدد بالعتمة الشاملة في أي لحظة.
أسباب انهيار قطاع الكهرباء

عضو كتلة “المستقبل” النائب محمد الحجار اعتبر في حديث لـ “لبنان 24” ان عدم تطبيق القوانين أوصل قطاع الكهرباء إلى ما نعيشه اليوم، مذكرا بقانون تنظيم قطاع الكهرباء رقم 462 الذي أقر عام 2002 والذي لم يُنفذ.

ولفت إلى ان الحل الدائم للكهرباء يبدا بتطبيق قانون تنظيم القطاع من خلال انشاء هيئة ناظمة وإشراك القطاع الخاص في الإنتاج والتوزيع، مشيرا إلى ان الوزراء المتعاقبين منذ سنة 2008 على وزارة الطاقة لم ينفذوا القانون بحجة ان الهيئة الناظمة تصادر صلاحيات الوزير وفتشوا عن حلول موقتة.

وأشار الحجار إلى ان حل اعتماد بواخر الكهرباء جيد ولكنه موقت وكان يجب ان يترافق مع انشاء معامل انتاج كهرباء.

واعتبر ان إصرار الوزير السابق جبران باسيل على الصرف على الكهرباء من خزينة الدولة وعدم تعديل سعر تعرفة الكهرباء أوقع القطاع بخسائر كبيرة جدا تجاوزت الـ 55 % من الدين العام .

وشدد الحجار على ان موضوع الكهرباء يحتاج إلى قرار سياسي، ولفت إلى انه يجب الاستفادة من العروض التي تقدمها الصناديق الدولية، مذكرا بأن كل الدول والمؤسسات المالية وصندوق النقد طالبوا بإصلاح هذا القطاع لوقف الهدر .

مصادر بديلة:

بما ان ازمة الكهرباء في لبنان مزمنة ولا حل لها يمكن تأمينها من مصادر عدة، وطبعا تنفيذ هذا الأمر ليس سهلا وهو يحتاج إلى تخطيط وأموال وإلى سنوات لتنفيذ مثل هذه المشاريع على كافة الأراضي اللبنانية.

الطاقة الشمسية:

يؤكد خبراء ان الاستثمار في الطاقة الشمسية يمكن أن يكون بديلا حقيقيا للكهرباء في بعض المناطق التي تتميز بطقس مشمس في أغلب أوقات السنة. ولبنان يقع في منطقة “الحزام الشمسي” التي تتميز بسطوع الشمس طيلة أشهر السنة، وهذا يمنحه فرصا هائلة للاستثمار في هذا المجال وبمردود أكبر مقارنة بالدول الأوروبية التي لا ترى الشمس كثيرا.

ففي مصر مثلا ساعدت الطاقة الشمسية في الحد من الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، ويوجد أكثر من 32 مشروعا للطاقة الشمسية في مصر بطاقة إجمالية تصل إلى نحو 1.5 ميغاواط.

طاقة الرياح:

إلى جانب الطاقة الشمسية يمكن استخدام تدفق الهواء على سطح الأرض لدفع التوربينات، حيث تنتج الرياح القوية المزيد من الطاقة، وبالتالي توليد المزيد من الطاقة الكهربائية.

الطاقة الكهرومائية:

تتولد عن طريق دورة المياه على الأرض بما في ذلك التبخر والأمطار والمد والجزر وقوة المياه الجارية عبر السد، وتعتمد على مستويات هطول الأمطار العالية لإنتاج كميات كبيرة من الطاقة. الطاقة الحرارية:

توجد تحت القشرة الأرضية كميات هائلة من الطاقة الحرارية التي تنشأ من كل من التكوين الأصلي للكوكب والانحلال الإشعاعي للمعادن، ويمكن استخدامها لتوليد الكهرباء.

الكتلة الحيوية:

يمكن تحويل المواد الطبيعية الحية مثل نفايات الخشب ونشارة الخشب والنفايات الزراعية القابلة للاحتراق إلى طاقة مع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بكميات أقل بكثير من مصادر الوقود القائمة على البترول، كونها تحتوي على طاقة مخزنة من الشمس.

علما ان لبنان لديه موارد طبيعية تمكنه من إنتاج طاقة بديلة، لا سيما الشمس والرياح، ولكن هذه الموارد لم تستغل، والبداية يمكن أن تكون من إقرار مجلس النواب لقانون اللامركزية في الطاقة البديلة.

كما ان لبنان قادر على توليد نحو ثلث (30 في المئة) حاجته من الطاقة، أيّ عشرة أضعاف ما ينتجه حالياً، من مصادر متجدّدة، وذلك وفق دراسة أجرتها أخيراً الوكالة الدولية للطاقة المتجدّدة (IRENA) .

وبسبب انخفاض تكاليف تقنيات الطاقة المتجددة، يمكن أن يؤدي اعتمادها إلى وفر في قطاع الطاقة بقيمة 249 مليون دولار سنوياً.

إقبال على وحدات الطاقة الشمسية

في ظل أزمة الكهرباء والدولار في البلد، يقبل بعض اللبنانيين على تركيب الألواح أو وحدات الطاقة الشمسية بشكل أساسي خوفاً من الوصول إلى العتمة.

ويبدأ سعر كلفة تركيب وحدة طاقة شمسية بقوة 5 أمبير من 3 آلاف دولار في الأسواق، إلا أن هذه الكلفة تختلف باختلاف المواد الأولية المستخدمة وساعات التغذية المطلوبة والمكان، ولكن كلفة تركيب وحدات الطاقة الشمسية ليست أقل من كلفة الكهرباء في لبنان، طالما كهرباء الدولة مدعومة وأنظمة الطاقة الشمسية مستوردة ما يعني أنها تسعر بسعر الدولار في السوق السوداء.

والخلاصة كل ما يحتاج إليه لبنان هو خطة إنقاذية شاملة لقطاع الكهرباء والبداية تكون من خلال تنفيذ القوانين التي أقرت بهذا الشأن، ويبقى السؤال إلى متى سيبقى اللبنانيون يحلمون بكهرباء 24/24 ساعة؟
lebanon24.

مقالات ذات صلة