“لبنان على خارطة تجارة المخدرات في الشرق الأوسط”.. والعيون على الجيش
ليس ملف صناعة وتجارة المخدرات في الشرق الأوسط جديداً ولا توجيه أصابع الاتهام إلى جهات معيّنة، إلاّ أنّ اللافت هذه المرة هو توقيت التقرير، فهو الأول الذي يتناول هذه المسألة بشكل مفصل بعد أزمة الرمان المخدر بين لبنان والسعودية، وما تلاها من عمليات مماثلة. (ناركوس Narcos عنوان مسلسل يتناول حياة تاجر المخدرات الكولومبي بابلو إسكوبار والجهود الأميركية لتوقيفه).
اتهام سوريا
يقول لارسون إنّ الكبتاغون المعروف بـ”كوكايين الفقير”، انتشر في الشرق الأوسط، بعد طفرة صناعية تركّزت بشكل أساسي في سوريا، حيث “بات النظام السوري يعتمد على المخدرات كشريان حياة مالي”، على حدّ تعبيره. وهنا، يستشهد لارسون بتقرير نشره “مركز التحليل والبحوث التشغيلية” وصفت فيه سوريا بـ”المركز العالمي لإنتاج الكبتاغون”، ويشير إلى أنّ صادرات المخدر بلغت ما لا يقل عن 3.46 مليار دولار في العام 2020.
لماذا تلتزم واشنطن الصمت؟
يشدّد لارسون على قدرة إدارة الرئيس جو بايدن على اتخاذ خطوات “منخفضة المخاطر” و”منطقية” لوضع حدّ لإفلات زعماء تجارة المخدرات من العقاب والتخفيف من حدّة التداعيات الإقليمية، منتقداً عدم تبني واشنطن “استراتيجية واضحة لمواجهة” تجارة المخدرات السورية. ويكتب لارسون: “في تموز العام 2020، ضبط مسؤولون في أحد المرافئ الإيطالية شحنة مخدرات تقدّر قيمتها بـ 1.1 مليار دولار آتية من سوريا. وعلى الرغم من توسع نطاق تجارة المخدرات السورية إلى أوروبا، فشلت الولايات المتحدة وحلفاؤها في وضع أجندة واضحة”، مضيفاً: “وعلى الرغم من أنّه يُعتقد أنّ معلومات استخباراتية شاركها مسؤولون أميركيون يعملون في مجال مكافحة المخدرات وراء عمليات ضبط الكبتاغون الأخيرة في أوروبا الشرقية وتركيا والشرق الأوسط، لا تمثّل عمليات الضبط هذه استراتيجية واضحة”.
لبنان أيضاً
على الرغم من تحذير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة من ازدهار تجارة المخدرات في العراق، يؤكّد لارسون أنّ لبنان كان الأكثر تأثراً نظراً إلى موقعه الجغرافي. ويكتب المحلل: “أدى تورّط لبنان في تجارة المخدرات الإقليمية إلى بلوغ اقتصاده المنهار هاوية مقلقة”، مذكراً بأزمة الرمان المخدر. ويضيف: “قد تتجاوز قيمة الحبوب (الكبتاغون) السوقية مليار دولار، ما يشير إلى أنّ عمليات تهريب المخدرات تتوسع سريعاً أيضاً في لبنان”.
دعم الجيش
بعدما تحدّث لارسون عن إمكانية لجوء الإدارة الأميركية إلى الكشف عن أسماء المتورطين في تجارة المخدرات في سوريا وإدراجهم على لوائح العقوبات، يشدّد على ضرورة دعم الجيش اللبناني انطلاقاً من دوره في مكافحة المخدرات وباعتباره ضامناً محتملاً للمصالح الأميركية. وفي ظل الانهيار الاقتصادي غير المسبوق، يكتب لارسون محذراً: “الجيش في خطر”.
أسباب اللجوء إلى المخدرات.. سياسية
في ختام تقريره، يؤكد لارسون ارتباط طفرة تعاطي الكبتاغون بالمشاكل الاجتماعية في المنطقة، مثل تفشي البطالة والقمع السياسي، داعياً إلى التعاطي مع المسألة باعتبارها نتيجة لأوجه القصور المستمرة الناجمة عن “الحوكمة غير الكفؤة والتدخل الخارجي والضيق الاقتصادي”.
