كتب كبريال مراد في موقع mtv:
أن تجري مقابلة تلفزيونيّة مع تاجر مخدرات معروف، فهو “سكوب” بمفهوم العمل الصحافي. اذ أنّ هذا “الصيد الثمين” لا يتوافر كلّ يوم. لذلك، فعندما تسنح للصحافي هذه الفرصة، يقدم عليها بلا تردد.
هذا ما حصل قبل سنوات، عندما قرر احد كبار المطلوبين بترويج المخدرات أن يخرج الى الضوء، بالتزامن مع ما عرف في حينه بقضية “امير الكابتاغون” الذي اوقف على خلفية محاولة تهريب الكابتاغون عبر طائرته الخاصة الى السعودية.
في الطريق الى البقاع، يفكّر الصحافي في ما ينتظره، ويترقّب لحظة تطميش عينيه، ونقله من مكان الى آخر، في ارض وعرة لا تصلها الاّ السيارات الرباعية الدفع، ليجد ضالته جالساً في أحد المغاور المعزولة. فمن ستجرى معه المقابلة مطلوب من العدالة، وفي حقّه مذكرات بحث وتحر وقرارات قضائية بالعشرات.
لكن المفاجأة، أن أياً من ذلك لم يحصل، وأن قصر التاجر المطلوب لا يبعد الاّ عشرات الأمتار عن حاجز امني، ولا يفصله عن الطريق العام، سوى بضعة أمتار أيضاً. والمفاجأة الأكبر، أن مسؤولين في حزب فاعل في المنطقة، جلسوا وراء الكاميرات عند التصوير، بعدما أصرّ التاجر المعروف على انتظار وصول المسؤول والتنسيق معه، قبل الكلام أمام الكاميرا.
وذلك يعني أن المطلوب الكبير يحظى بغطاء أمني وحزبي، والاّ لكان سلّم للقضاء، او القى عناصر الحاجز القريب القبض عليه.
لم تنته المفاجأت هنا. فعند التوجّه الى بلدة بقاعية أخرى لاعداد وتصوير تقرير عن زراعة الحشيشة، يطل عليك السهل المزروع على مقربة من حاجز أمني أيضاً. وهو مؤشّر أول على أن الدولة تغض النظر، لسبب اقتصادي واجتماعي يقول البعض، في ظل غياب البدائل وحاجة الناس لتأمين لقمة العيش. اما المؤشّر الثاني، فيظهر جلياً عند الجولة مع مزارع الحشيشة بين ارضه ومكان التصنيع بالقرب من منزله…
أما الصدمة، فعند مشاهدة صورتين مرفوعتين في احدى غرف المنزل، لرجلين بلباس غير مدني. ومع بروز المفاجأة بوضوح على وجه الصحافي، يبادره المزارع للقول “لولا الحشيشة، ما علّمت ولادي… ولولا تجارة الحشيشة ما صار ع كتفن نجوم!”… ومرحبا دولة!
Mtv